· 

بين  السكوت وإخفاء الالم … مرارة وخيبة

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب؟" جزء 5
من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب؟" جزء 5


‎مما لا شك فيه ان القائل "السكوت علامة الرضى" لا يفقه شيئاً من الحقيقة , نعم أؤيد ما دونته احدى الاعلاميات القديرات على صفحتها ان "السكوت هو وجع وألم" وقد يتحول السكوت‏ الى خجل من المطالبة بالحق ، لكنه من المؤكد بعد التجربة أن الحق لا يُعطى لمن يسكت عنه ، وأن على المرء أن يحدث بعض الضجيج حتى يحصل على ما يريد‏…في الحياة هناك أعوام تمر دون أن يحدث فيها شيء سوى أن تمر بصمت، وفي بعض الاحيان نفقد ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﻭﺍﺣﺪاً فيصبح  ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﺄنه ‏ﻗﺪ أصبح خالياً ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ونلتزم نحن الصمت 


‎في لبنان إنتهى زمن "الصديق عند الضيق " واصبحنا في زمن" عند كل ضيق نخسر صديق " لذا وجب علينا أن نكون أقوياء فالحياة تميت الضعفاء قهراً  ، ويبدو أن سبب انعزال بعض الاشخاص هو خيبات الامل المتراكمة من أشخاص أحبوهم كثيرًا ، ولأن الصواعق لا تضرب سوى قمم الجبال الشامخة أما الوديان فتذهب إليها المياه الراكدة فالمرء يُبتلى على قدر شموخه ورفعته ، لذا فأن أفضل طريقة للتغلب على الصّعاب هي اقتحامها ،واذا كان البعض لا يستطيع أن يغامر وأن يعيش التفاؤل ومنحه للأخرين فلا يجوز أن يجعل من حوله يعيش الاحباط فالكلمات اللطيفة لا تكلف شيئاً …‏


‎وهكذا ! فأن السكوت الذي يعاني منه الإنسان لا يأتي من المشاكل التي يقع فيها ، بل يأتي من الإفراط في التفكير فيها، وربما من شدة الظلم وبالاخص ظلم ذوي القربى ، ففي قلبِ كل منا نبتة صالحة اذا تم ريها بالخير تفرّعت وصارت حديقة ، وإذا تم ريها بالشر فأنها سوف تفسد ومعها تفسد الارض ، وكما يقول شكسبير "هناك قلوب لا تعرف أن تكره مهما ظلمتها ، وهناك قلوب لا تعرف أن تحب مهما فعلت من أجلهـا" لذا يجب ان لا نجهد انفسنا دون جدوى ، وأن لا نتألم ونصمت لأنه بالصمت لا تهدأ النفوس فالأرض صامتة وفي جوفها بركان ، والصمت لا يعني القبول دائماً ، فأنه في غالب الاحيان يعني أننا قد تعبنا من التفسير!

‎نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0