· 

بين فقدان الحب وفقدان الامان … خوف وضياع

من سلسلة كتب " عن لبنان لماذا أكتب" جزء 5
من سلسلة كتب " عن لبنان لماذا أكتب" جزء 5


‎فقدان الرجل للمرأة يفقده الحب وفقدان المرأة للرجل يفقدها الأمان ، وأعان الله مَن يفَقد الحب والأمان !! واذا كان الحب هو قوة تميز بعض الرجال فأن الحنان هو نعمة تمتلكه معظم النساء ، وإذ يخاف الرجال فقدان الإخلاص وانقطاع العطاء في النساء ، فإن النساء يخفن القسوة وفقدان الأمان فى الرجال لأن الأمان هو أساس الحب وفقدانه مؤلم وقاتل أكثر من فقدان الحب ، وحين يسيئ الانسان لمن يحب يسهل على الاخير طرده من حياته بسهولة ، خاصة اذا لم يكن له رصيد يشفع به في قلب الشخص الذي تعرض للاساءة ، لكن اذا كان صاحب الاساءة في منزلة الحبيب فالامر يختلف ، وهنا تقع الحيرة في الرد على الاساءة بين المغفرة والعقاب لأن رصيده في القلب كبير رغم أن الجرح عميق أيضاً، وينتهي الحال إنه يعتبره طفلاً وأخطأ  لتخفيف ذنبه ،لكن الاساءة تبقى ناراً متوهجة وعلى طريقة أهل الشام:الأسى ما بينسى


ولا شيء في الحياة أشدَّ قسوة من فقدان "طمأنينة المكان"  الذي كان يوماً ما يُجسِّد معنى الأمان ، وفي لبنان نرى أن هناك حالة مستجدة من فقدان الأمان بين الناس ، واكثر ما يجعل الحياة صعبة هذه الايام هو فقدان المحبة بينهم وحتى ضمن العائلة الواحدة والكنية الواحدة   ، وهذا ما يجعل الحياة صعبة خاصة اذا ترافقت مع شعور دائم بالخوف من المستقبل ومن تكرار الماضي ، ومن خسارة اشخاص يمثلون الامان لبعض الناس ، وهكذا يعيش معظم اللبنانيين كل له همومه ،فالبعض يشكو الحزن والبعض يشكو الفقر ، والبعض يشكو فقدان الراحة ، والبعض يفتقر للامان ، بعضهم يبحث عن الكمال وبعضهم يبحث عن الستر ، واخرون يبحثون عن حياة مثالية ولا تنتهي احلام اللبنانيين وشكواهم  وللحديث تتمة ! 

نقولا ابو فيصل ✍️