· 

بين قمحة وشعيرة … وجنس المولود


قبل خمسة الاف سنة يظهر أن المصريين القدامى تمكنوا من معرفة جنس المولود داخل بطن أمه دون الحاجة الى أجهزة الأشعة الحديثة ، وقد كان ذلك يتم من خلال اجراء تجربة بسيطة فكانوا يطلبون من المرأة الحامل أن تتبول في وعاءين كل على حدة ثم يتم زرع بعض حبوب القمح والشعير في هذه الاوعية  الممتلئة من بول المرأة الحامل وتتم متابعتهما لعدة أيام حتى تنبت ، فإذا نبت القمح أولاً يكون المولود ذكراً وإذا نبت الشعير أولاً تكون المولودة أنثى ،وجرت العادة أن يتم السؤال قمحة ولا شعيرة للدلالة على نوع الجنين ،وإذ يؤكد العلماء في ايامنا صحة هذه التجربة ومنها درج المثل العربي "قمحة أو شعيرة"


ومن الغريب هذه الايام ان اللبنانيين ايضاً عمدوا الى مقارنة القمحة بالنجاح وإنجاب الذكور ، وقارنوا الشعيرة بالفشل وإنجاب الإناث، ربما لأن القمح أقرب لحياة الإنسان من الشعير !! كلنا نسأل" قمحة ولّا شعيرة "؟ السؤال الذي يحمل في طيّاته أملاً بأن يكون الجواب قمحة وهو الجواب الذي يحمل في طيّاته الفرح ، وإن كان شعيرة فإنّ انتكاسةً وخيبة أمل تصيب السائل ، وقد يخفي حزنه أمام المجاوب تخفيفاً عنه ومواساةً له ، فمثلا : إن ذهب احدٌ لخطبة فتاة فإنّ السؤال الاول من عائلته "طمنا .. قمحة ولّا شعيرة؟ " وإن تقدّم شابٌ ما لوظيفة وتمت دعوته لإجراء مقابلة تتعلق بالوظيفة فإنّ أول سؤال من والدته سيكون : (شو يا ماما .. قمحة ولّا شعيرة!).


ويستخدم الجدول الصيني في التنبؤ بجنس الجنين وهو معروف منذ أكثر من 700 عام وبدقة حوالي 90% وبالرغم من عدم وجود أي مصادر طبية وعلمية تؤكد أن تلك التنبؤات صحيحة , حيث تكمن رغبة الكثير من النساء الحوامل في استخدامه على الرغم من أن الأطباء لا يعتبرونه طريقة موثوقة لمعرفة نوع الجنين ، اما اليوم ومع تطور الطب وتطور  الأساليب العلمية في اختبار معرفة جنس الجنين عبر التصوير بالموجات فوق الصوتيّة  (Ultrasound)، وتعتبر الطريقة الأفضل والأدقّ للكشف عن جنس الجنين ، كذلك يمكن بعد الأسبوع العاشر من الحمل، إجراء فحص الكروموزوم في الدم ، لكن يبقى اختيار الموجات فوق الصوتية هو الأسرع والأقل كلفة حسب رأي بعض اصدقائي الاطباء.

بحث نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0