· 

بين أيتام فرنسا وأيتام لبنان... واللبنة الفاسدة

من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب”جزء 5
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب”جزء 5


مارست الدولة اللبنانية سياستها المالية بالضحك وغالباً بالهروب الى الامام والاستدانة حتى طبق بها المثل الشعبي "تدين ودّين بتغرق ما تبين”إنفلات في الضحك والإضحاك هذه الأيام ,والضحك هو براعة رجال المال والمحللين الاقتصاديين والماليين بالكذب على الناس في إطلالاتهم المتلفزة والتي أشتد وطيسها مع اقتراب قدوم المحققين العدليين من دول الاتحاد الاوروبي الى بيروت , وما سوف ينتج عن التحقيقات من قرارات بعد الانتهاء منها والتي بالارجح سوف تكون مؤلمة للبعض !


حبذا لو يسمح لي الحاكم السعيد "الممنوع من السفر" بأن أتقمص شخصيته للحظة لأقول لكم : طالعوا كتاب الفيلسوف الفرنسي برغسون وعنوانه "الضحك" بالفرنسية لأن ترجماته العربية بعضها غير مفهوم،  ولا تنسوا كتاب الشاعر الفرنسي  بودلير في الضحك" لتفكيك آليات الضحك وفهم دوافعه النفسية ودلالاته السياسية في هذه الفترة ، أيها الحاكمون وأشباه السياسيون والمثقفون والإعلاميون حتى تفهموا شعبكم أفهموا أولا كيف يضحك؟ ولماذا يضحك؟ وما الذي يضحكه؟ أنا أفتخر بلبنان ولست من "أيتام فرنسا" ابطال قصة بودلير  ولكن لا أحد برع في تحليل الضحك وفهمه مثل الفرنسيين ورثة الأنوار , انما عربيًا وحده الجاحظ تمكن من منافستهم في ذلك .


أيها اللبنانيون اضحكوا قبل ما يغلا الضحك كما كان يقول الممثل كريم ابو شقرا ، بعد أن فقدتم القدرة على شراء الاجبان الفرنسية حتى الارخص سعراً مثل جبنة البقرة الضاحكة ،  وصرتم تأكلون اللبنة المسرطنة الرخيصة الثمن والسيئة النوعية ، وطبق بكم المثل "حين يكون الغذاء سيئاً فلا جدوى من الدواء وحين يكون الغذاء سليماً فلا داعي للدواء" وتصبحون على وطن ..

نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0