· 

بين الصراحة المحمودة … والوقاحة المذمومة


من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب”جزء 5  


هناك فرق كبير بين الصراحة والوقاحة ولا يمكن للبعض جرح مشاعر الاخرين بحجة الصراحة ، فليس كل صامت غير قادر على الرد ، وﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺼﻤﺖ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺠﺮﺡ ﻏﻴﺮه ، وأحيانًا كثيرة يكون الصمت أبلغ من الرد ، فاذا كان كلام البعض من فضة فأن سكوتهم من ذهب ، وليتهم يتعلمون ان الخيط الرفيع بين الصراحة والوقاحة هو الذوق !! والفرق بين الاحكام المسبقة والرأي اللطيف هو الاحترام ، وان القلوب لا تكسرها كلمة بل الضمير الميت ! ليت البعض يعي ويفهم!


لا رابط بين الصراحة والوقاحة؛ بيد انه في زمننا هذا ،زمن الاقزام في السياسة اللبنانية أصبحت الوقاحة المذمومة تعادل الصراحة المحمودة! علماً أن الصراحة والوضوح في الاساس هما من أخلاق الكبار وأصحاب النفوس الشبعانة لأنهم الوحيدون القادرون على قول الحق وامتلاك الشجاعة التي يواجهون بها الآخرين، أو المجاملة في غير الحق ، والصراحة المحمودة تساعدنا في الحصول على المعلومة الصحيحة ، كما أنها تقضي على القيل والقال ، فالصراحة والوضوح هما أفضل من الغش والخداع ، كما أن العبث بمشاعر الاخرين هو من  أسوأ العادات .


اختم لاقول ان الانسان الصريح هو الانسان الذي يملك قلباً صادقاً  ، ولديه ما يكفي من الشجاعة لقول الحق مهما كان دون الإساءة او جرح أحد ، أنسان لا يعرف المراوغة والالتواء واقواله واضحة لا يمكن تاويلها ، لأنه اعتاد على القول والفعل ،وهذا مصدر قوته وشجاعته وفخره، رضي من رضي!

نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0