· 

بين شعرة معاوية … وصلع رؤوس حكام لبنان

من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب”جزء 5
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب”جزء 5


عندما سُئل معاوية بن أبي سفيان: كيف حكمت الشام اربعين عاماً ولم تحدث فتنة والدنيا تغلي؟ فقال: “إنّي لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني، ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما قطعتها، كانوا إذا مدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها”من هنا جاء الحديث عن شعرة معاوية وهو مثل عربي شهير.


"شعرة معاوية" لم يعد لها مكان في ايامنا هذه بعكس "مسمار جحا" فأن سوقه رائج بشكل كبير ، هكذا الحياة في بلادي ، فقد اعتمدت قاعدة "لا تكن قاسياً فتكسر ولا ليناً فتعصر!" نعم يا أبا عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان الاموي نظريتك أتعبتني وأتعبت الناس! ورغم ان نظرية معاوية هي أسلوب اجتماعي جميل جداً لكنها أصبحت متعبة ومُجهدة في زمن يكثر فيها التبلد وانعدام الاحساس لدى البعض ، ولا تزال شعرة معاوية مضرب المثل في بناء العلاقات الاجتماعية ويحافظ  عليها كثيرون الى ايامنا هذه.


وحالياً وبعد وما يجري من مماطلة في إنتخاب رئيس للجمهورية بأنتطار كلمة السر من الخارج ، وبعد التبدل بين اللين والشدة للافرقاء ، حيث الكل يحتفظ بمواقفه ولا يتنازل للطرف الآخر، وفيما يسعى كل الافرقاء اللبنانين لإبقاء الوضع على حاله بهدف كسب الوقت ، نأمل أن يكون العام الجديد فرصة لاستفاقة الحكام قبل ان يضرب رؤوسهم الصلع، وقبل ان تنقطع شعرة معاوية بين الدولة اللبنانية ومواطنيها.

نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0