· 

بين رأس المال الوهمي … والحالة اللبنانية


‎  يروي كارل ماركس في كتابه عن قرية صغيرة وفقيرة جميع من فيها غارق في الديون يعيش أهلها على الاقتراض ، فجأةً أتى سائح غنيُّ إلى المدينة ودخل الفندق ووضع 100 $ دولار  لدى عامل الاستقبال وذهب لتفقد الغرف في الطابق العلوي من أجل اختيار غرفة مناسبة، في هذه الأثناء أستغل مالك الفندق الفرصة وأخذ المائة دولار وذهب مسرعًا للجزار ليدفع دينه، بدوره الجزار فرح بهذه الدولارات وأسرع بها الى تاجر الماشية ليدفع باقي المستحقات عليه.

 يتابع قائلاً أن تاجر الماشية بدوره أخذ المائة دولار وذهب بها إلى تاجر العلف لتسديد دينه الذي بدوره ذهب لسائق الشاحنه الذي احضر العلف من بلدة بعيدة لتسديد ما عليه من مستحقات متأخرة ، بدوره سائق الشاحنة ركض مسرعاً لفندق المدينة الذي يستاجر منه غرفه بالدين عند حضوره لتسليم العلف ليرتاح من عناء السفر ويعطي لمالك الفندق المائة دولار لتسديد ديونه ، في الاخير ينزل السائح الثري الذي لم يعجبه مستوى الغرف ويقرر أخذ المائة دولار ويرحل عن المدينة !!!وهكذا  لا أحد من سكان المدينة كسب أي شيء إلا انهم سددوا جميع ديونهم.


تاريخياً سجل الاقتصاد العالمي حدوث أكثر من 151 أزمة مصرفية من العام 1970 الى العام 2019 التاريخ المشؤوم لبداية الانهيار النقدي في لبنان ، بالإضافة إلى أكثر من 236 أزمة ضربت أسعار صرف العملات، وأكثر من 79 أزمة ديون سيادية ،هذه المعلومات من  صندوق النقد الدولي،  لذلك لا تعدّ الأزمة المالية في لبنان فريدة، على الرغم من حدّتها بل تبدو في ضوء هذه الإحصاءات واحدة من النتائج المتوقعة لهيمنة القطاع المالي على الاقتصاد حيث يتراكم رأس المال الوهمي من المقامرة الدائمة والاستعداد للمخاطرة بهدف زيادة الربح والمال ، والسؤال هل ادار حاكم المصرف المركزي اقتصاد لبنان طيلة هذه الاعوام بهذه الطريقة ؟ وهل ندفع اليوم ثمن هذه الادارة الخاطئة من حكام المال للاقتصاد ؟ نترك الجواب لاهل الاختصاص !

نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0