· 

بين رتبة هارون ورتبة ملكي صادق المسيح كاهناً

يسوع المسيح
يسوع المسيح

‎ يُعتبر هارون اول رئيس لكهنة اسرائيل وهو من كبار الكهنة الثلاثة الذين يذكرهم الكتاب المقدس مع ملكي صادق ويسوع المسيح طبعاً ، كان هارون بعيدًا عن الكمال ويتعثر مرارًا وتكرارًا عند اختباره ، لكن قلبه كان مثل قلب أخيه موسى موجهًا نحو الله ، اما ملكي صادق فكان من أوائل الذين تعبدوا للرب الاله ،  وهو الذي بارك إبراهيم في سالم ( تكوين ١٤:١٨ )كما  قام هارون بدور المتحدث باسم موسى عند فرعون في مصر وقد لعب دورًا رئيسياً في هروب اليهود من مصر وتجوالهم في الصحراء لمدة 40 عامًا ، كما أصبح أيضًا أداة لله في المعجزات التي أقنعت فرعون بإطلاق العبرانيين عندما كلف الله موسى لتحريرهم 


‎بدأ هارون أول خط رسمي للكهنة في إسرائيل ، وكان أول من يرتدي الملابس الكهنوتية وبدأ نظام القرابين كما ساعد موسى على هزيمة فرعون ولما فرغ اسرائيل من طوافه صعد هارون جبل سيناء مع موسى و 70 شيخا لعبادة الله، وعندما لم ينزل موسى من جبل سيناء ، ساعد هارون الإسرائيليين في صناعة العجل الذهبي وعبده معهم ،  لم يكن هارون قدوة حسنة لأبنائه ولم يرشدهم بشكل مطلق لطاعة الرب ، مما أدى إلى قيام ولديه ناداب وأبيهو بتقديم ''نار غير مصرح بها أمام الله" ، مما أدى إلى مقتل الرجلين، وانضم هارون إلى ميريام في انتقاد زواج موسى من امرأة كوشية ، كما شارك هارون في عصيان موسى لله في مريبة عندما طلب الناس الماء ، وبالتالي منع دخولهم أرض الميعاد .


‎لكن السؤال لماذا صار المسيح رئيس كهنة على رتبة ملكي صادق وليس على رتبة هارون؟ يقول الكتاب المقدس : "اليوم صار يسوع رئيس الكهنة الأبدي يتشفع من أجلنا في السماء" ، ( عبرانيين ٦: ٢٠ ) ومن جهة الاسم يسمى "ملكي صادق" التي تعني لغويًا "ملك البرّ"، إشارة إلى يسوع المسيح الذي يملك في القلوب ببره؛ يتربع في النفس فيخفيها فيه لتظهر في عيني الآب حاملة برّه ، بمعنى آخر حين يملك المسيح على الإنسان روحيًا تختفي كل ضعفاته ونقائصه ويتجلى المسيح ببره وبهائه! وكما يقول الرسول: "متبررين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح" (رو 3: 24).ثانيًا: من جهة العمل فهو "ملك ساليم" أي ملك السلام، فقد ملك المسيح في كنيسته واهبًا لمؤمنيه سلامًا مع الآب وسلامًا مع اخوتهم وسلامًا مع أنفسهم ، تصالحت البشرية مع السماء وتصالحت مع بعضها البعض بل وتمت المصالحة داخل الإنسان نفسه: بين النفس والجسد حيث صار كل ما في الإنسان روحيًا يسلك بروحٍ واحد ، حقًا إن المسيح هو ملك ساليم الحقيقي، يمتد سلامه إلى كل المستويات.

بحث نقولا ابو فيصل

Write a comment

Comments: 0