· 

بين شعب لبنان وطائر البطريق

طائر البطريق
طائر البطريق


يبدو أن الله قد خلقهما تائهان على وجه الارض، أن طائر البطريق لا يمشي على اثنين ولا على أربعة أرجل ،لونه بين الابيض والأسود، اسمه طائر لكنه لا يطير، لا يستطيع العيش في الماء ولا البقاء على اليابسة ، هو مثلنا بين بين في كل شيء ، يعيش في المحيط المتجمّد الشمالي ونحن نعيش في المحيط المتحجر العربي ، طائر البطريق لا يحظى بالفرو  ويكاد يكون الكائن الوحيد الذي يمشي عارياً على الجليد ، هذا الطائر المسكين إذا وقف على الشاطئ أكلته الفقمة ، وإذا نزل في الماء أكله القرش ،وإذا ضاع على الجليد أكله الدب ، صدق صديقي السفير حين قال لي يوماً أن هذا المخلوق المنحوس لا ينقصه سوى الجنسية اللبنانية حتى تكتمل معه.


‎في لبنان نجحنا في مباراة التأهل من دول العالم الثالث الى العاشر حيث صرنا بلدا فقيرا بالواقع وليس فقط بالأرقام مديونا بما يفوق المائة مليار دولار لعدد سكان لا يتجاوز الخمسة ملايين "بطريقي" عفوا لبناني، غير قادرين ان نكون دولة ولا نحن محسوبين على دولة واحدة بل على دول عدة ربما عددها يوازي عدد الدول المنضمة ضمن  الأمم المتحدة ، الاسم نحن دولة ولا نملك قرارا  مستقلة ، نعيش في مزرعة كبيرة اسمها لبنان ينهب خيراتها سياسيون لا يعرفون الرحمة، نحظى بصناعة متطورة وحديثة رغم التآمر عليها ورحيل وإقفال الالاف منها الا ان الإغراق في الاسواق لمنتوجات مشابهة لها أما عبر التهريب عبر المعابر الشرعية او غير الشرعية او من خلال المعاهدات التجارية المذلة التي وقعها الوزراء الاغبياء في حكومات مرقلي لمرقلك قد هجرت بعضها وأرهقت ما تبقى وتنازع اليوم للبقاء  


‎إذا وقفنا على شاطئ النمو والوفرة الاقتصادية صنفونا بأصدقاء أمريكا ، وإذا تطلعنا شرقًا صرنا اصدقاء روسيا ، وإذا تجنبنا جليد الخلافات العربية والربيع العربي "تزعل" إيران او دول الخليج العربي ،كلما سقطت دولة عربية حولنا تلتقط

 دولة كبرى ، أنهم مثل الضباع يفضلون فريستهم  ميتة، ومع ذلك إذا هربنا من الثلاثي المفترس فإن إسرائيل بدورها عدوانية ولا تريد لنا الخير ، لذلك كلما تشاهدون طائر البطريق عانقوه وقولوا له كم تشبهنا يا صديق ، قلبك أبيض وظهرك متفحم من الحروب ، جناحاك قصيران لا يسعفانك في التحليق ولا يكفيانك للتجديف من الغرق ، فرص عيشك مرهونة بصراع الآخرين ، لذا أؤيد بشدّة أن يكون البطريق رمزا جديدا لصمود شعب لبنان ، وليرفرف علمه الى جانب العلم اللبناني بدلاً من أعلام الأحزاب اللبنانية لاننا جميعًا نحمل مصيرا مشتركًا لا يشبه مصير باقي الشعوب إما بسبب موقع لبنان الجغرافي أو بسبب غباوة شعبه الذي يبدع في العالم وينحر وطنه في الداخل لاجل طائفته ، في لبنان نريد زعماء بحجم صلابة الأرز وصادقين كالصابرين وأنقياء وأبرار كصفحة القديسين، لبنان اكبر من وطن، لبنان مهد للحضارة والحريّة ، سلام لكم من شعب البطريق.

 نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0