· 

بين أن يحبك الناس … أو أن تحب ما لديك

من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب "جزء 5
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب "جزء 5


قال لي احدهم يوماً : إعلم يا صديقي أن الناس لا يحبونك بل يحبون ما لديك ، الناس لهم مصلحة عندك تساعدهم وتتوسط لهم ، فإذا تَوقَفت عما تقدمه لهم رحلوا عنك ، ‏ولن يبقى بقربك الا من يحبك حقاً ومن كل قلبه ، وهنا تكمن الحكمة في أن رضى الناس غاية لا تطلب ، ومن وجهة نظري اعتقد أن صديقي هو على خطأ ، وأن ما يقوم به الانسان تجاه مجتمعه هو واجب "وما حدا له بالجميلة" وليس البشر نسخة طبق الاصل عن بعضهم والاختلاف لا الخلاف هو نعمة ، كما انه لم ولن يأتيَ مقاسُ قلب إنسان على مقاس قلب انسانٍ آخر ، ولن يجد الانسان دوماً عقولاً مطابقة تماماً لعقله, لذلك فأن توأمة القلب بمشاعره والعقل بفكره تبدو فكرة مستحيلة من وجهة نظري ! 


وقد لا تُعطي الحياة الانسان كل ما يحب ويرغب ، لكن القناعة تجعله يحب كل ما لديه في الغالب ، كما تجعله يتعود  أن يعطى الحب والدعم لمن يستحقه ولمن لا يستحقه , ويبقى ان يعرف الانسان أن الشك هو الالم القاتل في هذه الحياة وأن الايمان هو توأمه للخلاص ، ولكي يعيش الانسان قريباً من الله وجب عليه أن يزهد عن ما في أيدي الناس ، وأن يحبَّ ما لديه ، وأن يطلبَ السعادة لا أن يلهثَ خلفها فيخسر الصحة وأن يقبل ويرضى ما اعطاه الله من نعم وأن يتشارك بها مع من حوله من المحتاجين..


في الحياة ايضاً هناك بعض الأشخاص الذين لا يحبون احداً ، حتى أنهم غير راضين عن انفسهم ، وعن الشكل الذي يبدون فيه ، وعن الطريقة التي يتحدثون فيها ، والأشياء التي يقولونها والمعتقدات التي يؤمنون بها ، ولكن الحقيقة هي أن الأمر متروك للشخص ذاته للسماح للكراهية والانانية وحب الذات بتدمير حياته ،وعليه ان يدافع اولاً عن نفسه وأن يتقبل شخصيته كما هي ، لذا من المفيد أن يكون الانسان جيداً ، وأن يعيش حياته على هذه  الارض ليس لإرضاء الناس فقط بل عليه ايضاً أن يحب ذاته ،وأن يكون صادقًا مع نفسه حتى يتمكن من محبة الاخرين ، وطوبى لصانعي السلام، لانهم ابناء الله يُدعون." (متى 9:5)

نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0