· 

بين إرضاء الناس والواجبات الاجتماعية وفوات الاوان

مغيب الشمس
مغيب الشمس


يقول شوبنهاور "لا ينتبه الإنسان إلا بعد فوات الأوان أن كل تطلعاته وأمنياته التي كافح من أجلها ونجح في تحقيقها لم تعد تناسبه كشخص نالت منه تقلبات الزمن ، فلم يعد هو ذلك الذي خطط لحياته في البداية بكل حماس وراح ينجزها بهمة وحماس ، لكن الزمن قد يكون قد تسبب بإنهاكه وإضعاف قدراته فتتعثر مشاريعه وسط الطريق وقد لا ينضج الانسان  أبداً ولا حتى بعد فوات الأوان ، بل قد يعيد ويكرر نفس الخطأ ."


في هذه الحياة كل الأشياء بعيدة المنال، وربما تأتينا في بعض الاوقات بعد فوات الاوان ، وبالأحرى قد لا نحصل عليها ابداً ، وكأننا خلقنا بعد فوات الأوان ،وبعض ما نُقاتل من اجله في الصغر صرنا نضحك منه في الكبر ، لان حياتنا هي نتيجة افكارنا ، فالإنسان الذي كان يحلم لم يعد هو نفسه الإنسان الذي وصل ، وبأنّ الطريق يغيّر الناس ويغير الأحلام !وقد يكون هو سبب الالم الذي يعيشه ! قد يكتشف الانسان في الكبر ان بعض ما خسره كان نتيجة تفويت الفرصة عندما كانت النعمة أمامه لكنه قرر الامتناع عن الاستمتاع بها ،وعلى طريقة جبران خليل جبران "فأن بصيص الضوء وان كان ضئيلا فأنه يبشر بقدوم فجر جديد"


وفي لبنان نستفيق من احلامنا وطموحاتنا متأخرين وغالباً بعد فوات الأوان ، وكأن حياتنا مخطط لها، رغباتنا مدفوعة بارضاء المجتمع، نتمم الواجبات المفروضة علينا أولًا على أمل أن نتفرغ لأنفسنا لاحقًا، وقد لا يأتي هذا الفراغ ابداً ، جميعنا يعرف مكامن الخطأ في عيش أنماط حياتنا وأسبابها ، لكن الصمت عن معالجة هذا الوضع هو أساس الخراب الذي يصل اليه الانسان في الكبر ، ولا بد لنا أن نستوعب أننا كنا ولا نزال نعيش تحت سيطرة عادات وتقاليد موروثة  تدمر الاسرة احياناً وكلنا يعرف ذلك ، فما هو الحل لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الاوان ؟  فلقد شبعنا من كثرة الواجبات ولم نر من يبادلنا اياها في كثير من الاحيان !وربما بات حالنا هذه الايام نراقب فوات الأوان .. وهو يفوت !

نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0