· 

بين قسوة القلوب وتغير النفوس … نجنا يا رب

قلب من حجر
قلب من حجر

 

‏‎‏حتى لا تؤلمنا الحقيقة يوماً ما يجب أن لا نضع لانفسنا منزلة عالية في قلوب من حولنا من البشر وأن لا نتوقع منهم تضحية لأجلنا ، لذلك من المستحسن أن نخفض سقف توقعاتنا بالجميع كي لا ننصدم لان في قلوبنا ما يكفي من ألم الحياة وما يكفي من قساوة العيش وما يكفي من آلام الهجر والخذلان ، كما يتوجب علينا أن نزرع الابتسامة على شفاه كل من نلتقي بهم ، وهذا أجمل إنجاز قد نحققه في كل يوم ، مع التأكيد ان ذلك لا يمكن ان يتحقق الا اذا بدأنا بأنفسنا بعد أن نفتح نافذة أمل وأن تكون بلسماً لجراح تنزف .

 

وقسوة القلب هو مرض خطير منتشر  ونعني به ذهاب اللين منه وقلة الرحمة فيه والبعد عن الخشوع ، وأن صاحبه لا ينتفع بموعظة ولا يقبل نصيحة ولا يميز بين الحق والباطل ! والقلب القاسي هو أبعد ما يكون من الله وعن تعاليم الكتاب المقدس ،وهكذا فأن  كثرة الذنوب تورث قساوة القلوب وعدم مخافة الله، ولا بد من التمييز بين القسوة والصلابة ، ذلك أن القسوة تستعمل فيما لا يقبل العلاج، ولهذا يوصف بها القلب، وإن لم يكن صلبًا ، اما القسوة فأنها كثيرًا ما تكون مظهرًا أو نتيجة لكبرياء القلب ،لذلك نجد الرب ضد المتكبرين ، بل أنه كان يقاوم المستكبرين(1بط5: 5؛ يع4: 6).

 

واذا كان الرب يشفق على الخطاة ويقبل دموع التائبين منهم، ويعاملهم بكل حنان، مثلما دافع عن المرأة الخاطئة التي ضبطت في ذات الفعل (يو8: 7) لكنه في نفس الوقت، ما كان يقبل القساة مطلقًا، بل كان يوبخهم بشدة ويدعو إلى الحنان والعطف ويحذر القساة من أنهم سوف يلاقون نفس المعاملة، ويعاملون بنفس الأسلوب فيقول لهم: "بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم ويزاد" ويضيف أيضًا: (بالدينونة التي بها تدينون تدانون) (مت7: 1، 2)  وهكذا تكون  القساوة هي حرب الشيطان ومن يتصف بها يشابه الشيطان في صفاته لأن القسوة ليست من صفات الله ، بل أن الله رحيم شفوق …وفي الاخير نسألك ايها الرب ان تكفنا شر اصحاب القلوب القاسية والجفاء من بعد ود وخيبة الأمل في من أحسنا الظن ولا تجعل لنا حاجة عند أحد من البشر ولا تجعل للحزن موطناً في قلوبنا…

نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0