· 

بين الاقزام والعمالقة … والقزم العملاق


في بلادي تصنع بعض وسائل الاعلام المأجورة من القزم عملاقاً ، ومن الجاهل عالماً ومن المجرم بطلاً ،في بلادي اقزامٌ يجلسون على كراسي أكبر منهم، ولولا اطلالاتهم المتلفزة بين الوقت والاخر لم ينتبه احد أنهم لا يزالون احياء على الكراسي ، في بلادي تبدو انجازات الاقزام من اهل السياسة معدومة مقارنة مع الابداع اللبناني في الفن والعلم والثقافة والفنون والصناعة ، ولا ادري اذا كان الاقزام منهم يخجلون امام عظمة العمالقة من اهل السياسة الذين عرفهم تاريخ لبنان ، انصحهم بقراءة كتب التاريخ علهم يعرفون من أقصد ؟ ويبدو انه كان محقاً القائل "لن يهنأ للطغاة عيش إلا بفرض طغيانهم" وبعيداً عن السياسة هل يتحول الاقزام الى عمالقة ؟


سجل التاريخ حالة واحدة وفريدة  لمواطن نمساوي آدم راينر  الذي عاش 51 عاماً فقط ، وتحول خلالها من قزم الى عملاق ليطلق عليه بعدها لقب "القزم العملاق" ومنذ طفولته عانى راينر من تأخر في النمو مقارنة مع أصدقائه وخلال فترة المراهقة أصبح طوله مثيرا للاهتمام ، وفي عمر الـ19، قدّر طول راينر بنحو 122 سنتيمتراً، وجعل تصنيفه قزماً ،ومع ذلك تقدم للالتحاق بالجيش لكن طلبه قوبل بالرفض من قبل الأطباء المختصين بعد تصنيفه قزماً ، كما كان يعاني من تشوهات غريبة وامتلاكه اطرافاً عملاقة، تطور طول القزم النمساوي في عمر العشرينات ، وبين الواحدة والعشرين والثلاثين من عمره، تزايد طوله ليستقر في حدود 213 سنتيمتراً وتسبب ذلك له بشلل في أجزاء من جسده، مما جعله طريح الفراش أغلب الوقت.


تزامناً مع هذا التطور الغريب، باشر الأطباء مهمة إجراء دراسة علمية  توصلوا بعدها إلى نتيجة إيجابية فسرت حالته ،وحسب التقارير عانى راينر منذ طفولته من ورم خبيث ونادر على مستوى الغدة النخامية أسفل الدماغ، ما سبب له خللاً في توزيع الهرمونات، خاصة هرمون النمو. وبسبب تدهور وضعه الصحي قرر الأطباء اجراء  عمل جراحي حساس لانتزاع الورم الخبيث وإنقاذ حياته ، حيث حققت العملية الجراحية نجاحاً وتمكن الأطباء من استئصال الورم الخبيث وتحسن وضعه الصحي ، لكنه خلال السنوات التالية فقد جزءاً من حواسه، حيث إنه أصيب بالعمى والصمم الجزئي ، الى ان توفي في اذار من العام 1950 ، ويوم وفاته قدّر طول القزم العملاق بنحو 235 سنتيمتراً.

بحث نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0