· 

بين أليسار ملكة قرطاجة وعادة تقديم الاضاحي


في التاريخ حكم الملك ماتان مدينة صور وقبل وفاته أوصى لابنته أليسار "عاليسا" أو الملكة "ديدون" واخيها بغماليون بالحكم ، وقد عرفَ عن أليسار بانها كانت جميلة وطموحة وذات ذكاء حاد ، وبعد وفاة والدها تزوجت من زيكار بعل الكاهن الأكبر لمعبد ملكارت الذي كان يملك ثروة ضخمة بكونه المسؤول عن الهدايا والقرابين التي كانت تقدم للمعبد ،ثم طمع بغماليون بالحكم وحاول إزاحة أليسار من اجل الاستئثار بالنفوذ وعرش المدينة ، فعلم النبلاء والمسؤولون بهذا الأمر وقاموا وعلى رأسهم زيكار بعل بفرض ضغوط على بغماليون للحفاظ على الحكم المشترك.  لكن هذا الأخير لم يخضع لهذا الوضع وأمر باغتيال زيكار بعل والاستيلاء على ثروته ، وحفاظًا على حياتها قررت أليسار الفرار من صور وخاضت البحر الابيض المتوسط بحثاً عن مكان جديد لتنشأ مملكتها وحملت سفنها بكنوز زوجها المقتول .


 اسست أليسار امبراطوريتها التي امتدت  على سواحل افريقيا ، وتقول الاسطورة ان أليسار بعد ان وصلت الى سواحل شمال افريقيا كان هناك ملك امازيغي يحكم المنطقة فطلبت منه ان يعطيها قطعة ارض كي تبني عليها امبراطوريتها فوافق الملك مقابل ان تكون هذه الارض بمساحة جلد ثور ، فما كان من أليسار الا أن وافقت وسط استغراب الجميع وقامت بعدها  بقص جلد الثور الى شرائط رفيعة جداً وأحاطت بها هضبة بيرصا والتي تعني جلد الثور حسب لغة  السكان الاصليين للمنطقة، وكانت هي نقطة الانطلاق لحضارة فينقية عريقة .


وبعد ان تطورت المدينة، عرض الحاكم الأمازيغي الزواج من أليسار التي كانت مخلصة لزوجها وخافت على الحضارة التي بنتها ان تُدمر بسبب رفضها الزواج به فقررت الانتحار عن طريق حرق نفسها حفاظاً على قرطاجة ، ويُقال ان عادة تقديم الأضاحي حرقاً هي تكريماً لها !

بحث نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0