
بين العلو والعمق علاقة تناسبية، والعلو والعمق صفتان متلازمتان ، ومثالاً على ذلك الشجرة التي تعلو بقدر ما تكون جذورها ممتدة في عمق الأرض ، فإن كانت الجذور صغيرة وسطحية فهل نتوقع أن ترتفع إلى أعلى؟! ولنفترض أن هذه الشجرة ارتفعت عالياً بجذور لا تكاد تحملها، فالأكيد أنها كما ارتفعت سوف تسقط ، كذلك الانسان فهو بحاجة الى العلم والتواضع ليكون له جذورٌ له حتى يرتقي بها ويرتفع ليتقرّب من الله.
في لبنان عقول كثيرة هي بمثابة كنوز من المعرفة والعمق والعلم والحكمة ، اصحاب هذه العقول قريبون من الله يفضلون التزام الصمت لما يجري من حولهم ، ويعطون الاولية لاعمالهم مبتعدين عن السياسة ، والاهم ان اصحاب هذه العقول ايضاً لا يبتغون المناصب ولا يريدون علواً في الأرض، والعكس تماماً موجود وبكثرة وافرة لاصحاب عقول ادراكها دُنيوي مادي بحت ، عقولهم تكاد تكون خاوية همها العلو في الأرض والتباهي وهم بعيدون عن الله او حتى لا يعرفونه
يقول البابا شنودة الثالث : "يحتاج الإنسان الروحي الى التوبة للوصول الى مرحلة الاستقرار ، إلى مراحل النقاوة والقداسة، إلى الدخول في العلو والعمق، ومعرفة فائقة للمسيح ، وينتقل من السلوك بالروح إلى كل ثمار الروح، إلى الامتلاء بالروح ، إلى الكمال" وحتى نكون صريحين مع بعضنا دعونا نوضح ماذا يقصد بالعلو والعمق؟ فالعلو هو الرخاء والمجد الكاذب لأنه غير دائم مثل المناصب ! والعمق هو عمق الشدائد والخزي والعار ، وقد يشير العلو لما في السماء ، ويشير العمق لما في أعماق البحار !!ومهما كانت الاشياء التي ترفعنا إلى فوق أو تنزل بنا إلى الاسفل فأنها تبقى غير قادرة أن تفصلنا عن المسيح الاله
ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن (8: 39 رو) تفصلنا عن محبة الله
✍️ نقولا ابو فيصل
Write a comment