· 

بين الارثوذكس والكاثوليك ..والابن


في دراسة للخلاف بين الطوائف المسيحية الأرثوذكسية والكاثوليكية ، وجدت أن إضافة كلمة "والابن" لقانون الإيمان فيما يتعلق بانبثاق الروح القدس، كذلك رئاسة كرسي روما هما من أهم الأسباب اللاهوتية التي أدت إلى هذا الخلاف، وبالتالي فأن الاختلاف هو في السياسة وليس في العقيدة،  أما في الممارسة  فأن الكنيسة الارثوذكسية تتبع نظام البطريركية في الدول الكبرى ونظام الأساقفة في الدول الصغيرة ، بينما الكنيسة الكاثوليكية تتبع نظام الباباوية ومركزها كنيسة الفاتيكان في كاتدرائية القديس بطرس الرسول في روما ،وفيما الأرثوذكس يؤمنون بعدم عصمة السيدة العذراء والأباء القديسين نجد الكاثوليك يؤمنون بعصمة مطلقة من الدنس والخطايا ، وفي ما الأرثوذكس لا يؤمنون بخلاص ودخول الجنة لمن لم يعتنق المسيحية فأن الكاثوليك يؤمنون بإمكانية دخول الجنة للمسيحيين عموماً وغيرهم من الأديان ، واذا كان الأرثوذكس يعتقدون أن التوبة سرٌّ بينهم وبين الرب الخالق فقط ، فأن الكاثوليك كانوا يؤمنون بصكوك الغفران المعطاة من الأباء القديسين ومنحهم قطعاً من الجنة.


قديماً كان الأرثوذكس لا يتزاوجون إلا فيما بينهم ، ومن هم على عقيدتهم ،أما الكاثوليك فأنهم يتزاوجون من جميع الطوائف ،وفيما يجوز الطلاق الأرثوذكس لعلّة الزنا ، فأن الكاثوليك يمنعنون الطلاق مطلقاً مما دفع الغرب إلى الاتجاه نحو الزواج المدني لا الكنسي ، وفي ما الكاهن الأرثوذكسي يجوّز له الزواج قبل رسامته كاهناً ،  فأن الكاثوليك يمنعون كهنتهم من الزواج مطلقاً ، وفي ما يؤمن الأرثوذكس أن المسيح بطبيعة واحدة ومشيئة واحدة  ، فأن الكاثوليك يؤمنون أن المسيح بطبيعتين ومشيئتين اثنتين  فواحدة باعتبار أنه الإله ، والثانية باعتبار أنه من البشر ، حتى خالفتهم الطائفة المارونية التابعة للكنيسة الكاثوليكية لتقول أنه ذو طبيعتين اثنتين ولكن مشيئة واحدة لتمازج الطبيعتين ..


يبني الأرثوذكس كنائسهم في إتجاه الشرق ، لأن الله هو نور العالم ومصدر النور هو في الشرق ، ولأن المسيح حين صعد إلى السماء صعد باتجاه الشرق ! فيما الكاثوليك لا يلتزمون بالصلاة نحو الشرق   ، وفي ما الأرثوذكس يؤمنون أن الروح القدس منبثق من الأب فقط دون الإبن فأن الكاثوليك يؤمنون أنه منبثق من الأب والإبن معاً  ،هذا اضافة الى العديد من الاختلافات الطفيفة في القداديس والصلوات والعادات مثل اكتفاء الكاثوليك بسكب كوب صغير من الماء على الراس اثناء عمادة الطفل بينما الأرثوذكس يغطسون الطفل كاملاً أثناء التعميد او ما يسمى الغسل الواجب لدخول المسيحيّة  .

بحث نقولا أبو فيصل ✍️