· 

بين انطونيوس (بشير) وأنطونيوس (الصوري) وأبرشية نيويورك وسائر أميركا الشمالية


ولد انطونيوس (بشير) في العام 1898 في قرية دوما البترونية في اسرة ارثوذكسية ، ومنذ طفولته كان عاشقاً للكنيسة، بدأ حياته مبتدئاً في دير البلمند بعد أن  تبناه المطران بولس ابو عضل ورسمه شماساً انجيلياً  في العام 1916 في زمن البطريرك غريغوريوس ،درس القانون في مدرسة بعبدا الحقوقية وفي الجامعة الأميركية في بيروت ،وقد حقق تفوقاً في دراسته وفي توظيف تحصيله العلمي لخدمة ابرشية جبل لبنان التي نشأت في العام 1902 بعد وفاة المطران غفرئيل شاتيلا وتقسيمها الى أبرشية بيروت، وابرشية جبيل والبترون وتوابعهما ، في العام 1922 كلف المجمع الأنطاكي متروبوليت بيروت جراسيموس (مسرة)  بتمثيله في مؤتمر الكنائس العالمي للبحث في الوحدة المسيحية مع الكرسي الأنطاكي ، فسافر الى اميركا ورافقه الشماس بشير، حيث قدما ورقة الكرسي الأنطاكي في المؤتمر ورؤيته والنظر في وضع ابرشية بروكلن وأميركا الشمالية، والخلافات التي نشأت بعد وفاة مؤسسها المطران روفائيل هواويني حيث نشأ تياران متصارعان أحدهما يقول ببقاء هذه الأبرشية تابعة لبطريركية موسكو، وقام مطران آلاسكا وسائر اميركا الشمالية أفدوكيم الروسي برسامة الأسقف أفتيموس عفيش أسقفاً تابعاً لأبرشية ألاسكا الروسية سنة 1917، فيما طالب الفريق الآخر اللحاق بالكرسي الأنطاكي، وقد تزعم هذا الفريق المطران جرمانوس شحادة وقد حدثت رسامة عفيش بالرغم من الاتفاق بين بطركية موسكو وبطركية أنطاكية


عاد المطران جراسيموس الى بيروت ناقلاً للمجمع الواقع الحقيقي، فرغب أعضاء المجمع بأن يكون فيكتور ابو عسلي رئيساً لأساقفة بروکلن وسائر اميركا الشمالية، لكن انصار المتروبوليت جرمانوس شحادة تمسكوا به راعياً لأميركا في بروكلن وحالوا دون عودته الى أبرشيته في زحلة تنفيذاً لقرار المجمع الأنطاكي ، وكان من عداد الوفد الأنطاكي الارشمندريت صموئيل داوود الذي تولى رعاية الكنيسة في توليدو أوهايو ، وبهذا الشرخ الأليم، يكون الإنقسام قد بلغ ذروته بنشوء ثلاثة تيارات متنافرة، أحدهما روسي النزعة، وإثنان أنطاكيان متناحران كلاهما يكتب للبطريرك والمجمع في الوطن مبيناً سلبيات الآخر، وإنتمائه وحده للشرعية الأنطاكية مع الاشارة الى ان القاعدة الشعبية المنتمية للمطران شحادة كانت في توليدو اوهايو وكندا ، اما التيار الروسي فكان قد ضعف بزواج رئيسه المطران عفيش الذي تخلى عنه اتباعه، وعادوا الى انطاكية،ونشير هنا الى ان الأسقف عمانوئيل ابو حطب الذي خلف المطران عفيش كان يبدي محبته للبطريرك الكسندروس في دمشق، وشاءت العناية الالهية وفاة الثلاثة أساقفة فيكتور سنة 1936، وبعده بأقل من سنة الاثنين الباقيين وجميعهم توفوا بمرض السرطان كما كتبت مندوبة دير سيدة صيدنايا المقيمة في امطوش الدير في بروكلن الحاجة مريم الصباغ برسالة مؤثرة ً الى البطريرك الكسندروس مبينة حسناتهم ونعتهم فيها بحرقة ، وبعد وفاة رئيس اساقفة بروكلن فيكتور، قرر المجمع الأنطاكي تأييد مطلب رعايا الأبرشية بانتخاب بشير متروبوليتاً بعد الاستفتاء الشعبي الذي نال خلاله محبة كل ابناء رعايا كنائس اميركا الأرثوذكسية بتياراتها الثلاثة ، وقد حضر متروبوليت صور وصيدا ثيوذوسيوس ابو رجيلي المعروف بحنكته وحكمته الاستفتاء الشعبي موفدًا من المجمع الانطاكي.


المطران انطونيوس (بشير) هو باني الأبرشية الأنطاكية في اميركا الشمالية وقد انشأها وفق الأسس الحديثة بعد مؤسسها المطران  روفائيل هواويني. وقد ادارها بحكمة وصبر بالرغم من المحن وقد كتب كثيرون عن تميزه وما فعله في ابرشيته خلال 30 سنة رغم الانقسام بوجود ابرشية أخرى معها ما يعني شرذمة رعيتها الواحدة ،وكان خير خلف لخير سلف للمتروبوليت فيليبس صليبا الذي توفي في العام 2014، وهو الذي تميز بلاهوته وحسن إدارته للأبرشية الواحدة بعد اندماج  الابرشية الأولى في نيويورك والثانية في توليدو  في العام 1975 في أبرشية واحدة ومنحَها المجمع المقدس الأنطاكي حكمًا ذاتيًا في العام 2003 وبحلول عام 2014 نمت الأبرشية بشكل كبير إذ أصبح لديها أكثر من 275 كنيسة ، وقد خلفه المتروبوليت جوزيف زحلاوي الذي اختارته الأبرشية بالاجماع راعياً لها ونصبه البطريرك يوحنا العاشر في كاتدرائية القديس نيقولاوس في بروكلن في العام 2014 ، وتميز في بداياته بكفاءات عالية في اللاهوت والادارة والترتيل ، اشارة الى أن أبرشية اميركا الشمالية هي أهم الأبرشيات الأنطاكية في الانتشار بفضل واضع الاساس الأول المطران روفائيل هواويني ومتابعة المتروبوليت انطونيوس (بشير)،و بالرغم من الصعوبات التي مرت بها ، ولا شك بأن انتقال صاحب السيادة متروبوليت زحلة انطونيوس (الصوري) هذا الاسبوع الى اميركا معتمداً بطركياً لجمع اوصال الابرشية هناك ولقاء اساقفتها وكهنتها والمؤمنين بأنتظار انتخاب المجمع الانطاكي في حزيران القادم راعياً لهذه الابرشية من بين اساقفة اميركا الحاليين حصراً شرط ان يكون الاسقف المنتخب قد خدم في اميركا ويتكلم اللغة العربية كما يشترط قانون المجمع الانطاكي الذي له القرار بأختيار صاحب الكفاءة والتقوى في آن واحد لرئاسة الابرشية هناك بمشيئة الروح القدس

بحث نقولا ابو فيصل ✍️