· 

‎بين العناق والانعتاق … والترياق

حين ينكسر خاطرنا ويحزن قلبنا فيأتي ويفرحه ، ثمة مفردات أخرى وكأنهـا حضن حين تضيق بنا الدنيا
حين ينكسر خاطرنا ويحزن قلبنا فيأتي ويفرحه ، ثمة مفردات أخرى وكأنهـا حضن حين تضيق بنا الدنيا


العناق هو عناق الاجساد أما الانعتاق فهو عناق الارواح ، وتعيش الروح داخل الجسد في صراع دائم بين العناق والإنعتاق ولا سبيل للفصل بينهما ، فالعناق هو لغة الحب الصامتة الذي يعالج القلوب والنفوس ويشعر الأجساد بالأمان والطمأنينة , كما يعتبر اهل الاختصاص في علم النفس أن العناق يزيل الاختناق ، شرط التخلص من الصراع الذي يعيش في الداخل  مع كمية التناقضات التي تحجب السعادة عن الانسان.


في الغالب يكون العناق وليد اللحظة ما لم يقتله الكبرياء أو يحبطه الخجل ،في الكتاب المقدس ‏هناك كلام يشبه العناق "لا تخف إن الله معنا" وهذا حسب إعتقادي هو عناق افتراضي بين الخالق والمخلوق نحتاجه كثيراً حين ينكسر خاطرنا ويحزن قلبنا فيأتي ويفرحه ، ثمة مفردات أخرى وكأنهـا حضن حين تضيق بنا الدنيا، "ما نحن في هذه الدنيا إلا ضيوف هونوا على بعضكم الطريق" وليسَ شرطًا أن يكونَ العناق بالذراعين! فأحيانًا كثيرة يكون بكلمة ،ولو جبر خاطر  الحيوانات بدورها كما البشر تتعانق حين تلتقي بعد فراق طويل حتى قيل ان طول العناق هو دواء للاشتياق ووسيلة لأعادة احياء الروح عندما تصبح تائهة وعندما تصبح المشاعر معدومة .


يقول توفيق الحكيم : "العقرب تولد 

وسَمها فيها  ،أما الإنسان فيولد نقياً صفياً ثم يصنع سمومه بيده ، ثم يعيش حياته يبحث عن الترياق"ومثلما "العلم هو الترياق المضاد للتسمم بالجهل والخرافات" كما يقول آدم سميث ، فأن الكتاب المقدس هو الترياق لكل آفات الحقد والكراهية بين البشر  ، وطالما يقيس الانسان قراراته بمقياس الحلال والحرام  والخير والشر فهو في خير كبير ،ومن المتوقع أن تلعب الإنسانية في المستقبل الدور الذي لعبه الإله في الديانتين المسيحية والإسلامية من قبل ، والدور الذي لعبته قوانين الطبيعة في الديانتين البوذية والطاوية, عانقوا بعضكم ,أحيوا الانسان في داخلكم ، أنسوا الاحقاد … الاعمار قصيرة .

نقولا أبو فيصل ✍️