· 

بين الفقر وإعتلال الاقتصاد … وتدني الانتاج


‎يشكل ازدياد الفقر وتوسع رقعة انتشاره إدانة أخلاقية لعصرنا ، ومع كل التقدم الذي شهدته البشرية تظل حقيقة قاسية أن هناك أعداداً  هائلة من البشر يعيشون في حالة من الفقر المزري في كل ارجاء العالم ، فالفقر ظاهرة معقدة ، وفيما يعيش اكثر من نصف سكان العالم بمدخول لا يتجاوز الدولارين في اليوم ، هناك أكثر من مليار مخلوق بشري يكابدون العيش بأقل من دولار واحد مدخول يومي , والفقر يُولد شعوراً متنامياً بإنعدام النشاط "والتنبلة" اضافة الى عدم القدرة على التفكير أو التخطيط أو الذهاب بالخيال إلى ما يتجاوز واقع الكفاح اليومي لمجرد البقاء ، والفقر كابوس يشكل حلقة مفرغة قوامها إعتلال الصحة وانخفاض القدرة على العمل وتدني الإنتاجية .


‎ أما بالنسبة للمجتمعات فأن الفقر يشكل نقمة تعوق النمو وتؤجج الاضطرابات، وتحول دون تقدم البلدان الفقيرة على طريق التنمية المستدامة ، ولكل هذه الأسباب فإن الفقر يكلفنا ثمناً باهظاً بما يتسبب فيه من تدمير لحياة البشر حيث أن معظم الناس الذين يعيشون في حالة من الفقر لا ينعمون بشبكات أمان ولا يحظون إلا بالنزر اليسير من دعم الدولة ،وعليه فإن مجرد التصدي للفقر هو دليل على قدرة النفس البشرية على توقي الصدمات وعلى طاقاتها المبدعة ، وفي كل الاحوال فإن الفقر ليس من صنع الفقراء بل نتيجة لحالات فشل هيكلية ونظم اقتصادية واجتماعية عديمة الجدوى كما الحال في لبنان ، وهو نتاج للاستجابات السياسية غير الملائمة، وضحالة القدرة على رسم السياسات العامة، وعدم كفاية الدعم الدولي ، ويشكل استمرار القبول به اعترافاً بخسارة الكثير من القيم الإنسانية الأساسية .


‎ومن المؤكد ايضاً  أن الفقر هو ظاهرة عالمية تحدث في كل الدول ، وعلى سبيل المثال، فإنه من بین ۲۰ بلداً صناعياً، هناك ما يزيد عن ما نسبته  10% من السكان يعيشون تحت خط الفقر , وتعمل البلدان الغنية على التصدي للفقر داخلياً، لكن المجتمع الدولي اتفق على أن يتحد في مواجهة أسوأ أشكال الفقر في البلدان النامية، وهل من يسعى من الدول الخليجية  الى انشاء صندوق لمكافحة الفقر لشعوب الدول العربية المجاورة لها التي سُرقت كل خيراتها من العراق الى سوريا ولبنان وفلسطين والسودان واليمن وهل من سميع ؟ 

نقولا ابو فيصل ✍️