يأتي الحب الى القلب بإشارة من العقل، وضربات القلب باستشعار الاحساس العاطفي لا تأتي من فراغ ، أما فهم الاشارات فأنها تتفاوت بين الناس بتفاوت الدرجة الحسية،وما قد تسببه للطرف الاخر من ردة فعل ، ولكل من العقل والقلب دوره ، فكلاهما مكمل للاخر في الاختيار والقبول ، وليس للحياة اي معنى عند فقدان الحب ، وقد تبدو مرعبة أن يتعامل الحبيبان بلغة العقل فقط خاصة عندها يسيطر الشعور بالخوف على العلاقة , فالذي يحب حباً حقيقيًا يضحي ويتحمل ، ويتعامل مع شريكه بالعقل والقلب معاً ويجعله يشعر بهما،حيث أن استمرار العلاقات تحتاج حباً كبيراً دوماً.
والقلب اذا أحب هزم العقل ، من يحب يفهم معنى الحب ، وليس كل من يفهم معناه يحب بالضرورة ، والقلب الذي يحب يخاف ويحن على حبيبه ، في الحب يتعب الاحباء من اصحاب العقول وهكذا إذا لم يفهم العقل لن يحب القلب ! وبحسب رأيي ارى ان لكل عمر احتياجاته وتختلف في عمر الشباب والمراهقة حيث القرار في الحب هو للقلب ، وكلما تقدمنا في العمر يكون القرار للعقل ويتبع القلب العقل ، وشخصياً أرى ان القلب الذي يحب لا يكره ، ولا يمكن لقلب انسان ان يحب شخصاً ولا يتقبل عقله او يفهمه لأن القلب اذا أحب فأنه يأخذ مكان العقل الذي يصبح بدون فائدة ولا دور له ،رغم ان العقل قد يتسبب ببعض المشاكل للانسان حين يمل من حب قلب طال كثيراً .
وقد يكون العقل قاسياً على الانسان لكنه يريحه ويريح نفسه ، اذ ان القلب اذا أحب فأنه يجعل الانسان يشعر بأهمية نفسه ، ولكن في أغلب الأوقات يجعله في دوامة ، ويجعله يعيش تحت الضغط فيقسو عليه،وإن كنت شخصياً أفضل الاحتكام للعقل لانه الأقوى ، فالحب والعقل خصمان امام القاضي وهو القلب ، فما حكم به هذا القاضي هو واجب التنفيذ فالحب كثيراً ما يهزم العقل مثال مجنون ليلى وجميل بثينه ، ولا بد أن نستذكر هنا شكسبير بقوله :"نحن بحاجة للخلافات أحياناً لمعرفة ما يخفيه الآخرون في قلوبهم , قد نجد ما يجعلنا في ذهول وقد نجد ما ننحني له أحتراماً "فليس كل من يفهمنا يحبنا ، ولكن من يحبنا يحاول فهمنا والاثنان لا يجتمعان الا في قلب واحد وهو قلب الام بالطبع
نقولا أبو فيصل ✍️