· 

بين الحياء الممدوح والخجل المذموم


يخلط الناس كثيراً بين الحياء الممدوح والخجل المذموم ، فالحياء صفة حسنة ولا يأتي إلا بالخير ، بينما الخجل هو صفة ضعف تحرم صاحبها من أن يستفيد ويفيد ! لذا علينا أن نتحلى بالحياء ، وأن نتخلص ونكسر حاجز الخجل ، فالحياء الممدوح هو الذي يحث على فعل الخير والابتعاد عن  الشر ، لكن المصيبة عندما يتحول الحياء الممدوح إلى خجل مذموم عندها تصبح شخصية الإنسان مريضة ، معقدة تجعله يخسر الكثير ويفوت العديد من الفرص في الحياة.


والحياء الممدوح هو الذي يبعث على تجنب الرذائل وسفاسف الأمور ، أما الاستحياء من قول الحق فهذا ليس محبباً عند الله ، والحياء يرتبط بالإيمان يزيد بزيادته ويقل أذا قل، وهو من أعلى مواهب الخالق للمخلوق، يتكون معه حين يجبله الله عند الخلق ، ويمنعه عن ارتكاب القبائح والرذائل ، واذ نعيش اليوم في زمن لا حياء فيه للأسف وجب علينا أن نتمتع بالحياء الحقيقي ودعوة من حولنا إليه، وعلينا أن نستحي من الله أولاً ، وأن نقول كلمة الحق ولا نستحي بها ، وأن نبدأ بإصلاح أنفسنا ثم أهل بيتنا الذين هم نواة المجتمع، ثم من حولنا من غير إكراه .


واذا كان الحلم يضيع بين الخجل المذموم والتكبر فالفرق يبقى شاسعاً بين الخجل المذموم والتواضع ،وفي الحياة لا يحصل الانسان على حقوقه وعلى ما يستحقه حتى يطلبه ،فالناس عموماً ليسوا سيئين لكنهم لا يعرفون في علم الغيب حتى يلبوا طلباتنا ،ولا يجب أن نأخذ الامور شخصية ، وان لا نكون شديدي الحساسية ، فلا بأس بالامر ، لانه ليس كل من نلتقي بهم هم لطفاء وهناك من أتقن اللطافة وهناك من يفتقر إليها ،لذا لا يجب أن نخجل من السؤال عن الاشياء التي نجهلها فخير لنا أن نكون جهلاء مرة واحدة من أن ننطوي على جهلنا طول العمر.

نقولا ابو فيصل ✍️