· 

أين يبدأ الفساد؟

ومنهم من تراه مع المجموعات يتغنى بفلان وينشد القصائد بفلان وهو الذي في مجالس يذم بهم ويفضح اسرارهم
ومنهم من تراه مع المجموعات يتغنى بفلان وينشد القصائد بفلان وهو الذي في مجالس يذم بهم ويفضح اسرارهم

كلمات أعرف أنها لن تروق للجميع… دوما نمد أصابع الاتهامات بالفساد والسرقة للسلطات والسياسيين وأصحاب النفوذ

ونتناسى أن المجتمع هو من نصبهم في هذه المناصب…

المجتمع، كلمة تحتاج الى تقويم الافراد الذين يشكلونه وخاصة هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم ممثلي بعض المجتمعات و"رجالاتها"…

فالفساد يبدأ من هناك…

وخاصة في تلك المجتمعات الضيقة التي فيها الكل يتكلم عن الكل ويحضر "طعنات" عبر الكل، فالجميع مشارك والجميع متهم والجميع الا القلة " فاسد"، والأغلبية تغلب الأقلية" في قانون المعادلات " الحسابية"

تعالوا اخبركم عن هؤلاء.


- منهم من يتفنن في الاحاديث الجانبية عن انجازاته المتميزة في "مصاحبة هذه وتلك والتكلم عن عرض هذه وتلك"، وهو الذي يكون في الحقيقة حاول ولم يستطع فيتخذ  سبيل التشهير هواية له وتعويضا لرجوليته الناقصة مثل عقله الفارغ المتعلق بشهواته ورغباته.

- ومنهم من يدعي العفة والكرامة وهو الذي يخطط في الخفاء لتدمير زملائه ويتموضع أمامهم كالملاك يبحث معهم عن كيفية مساعدتهم ويهب بشهامته للوقوف الى جانبهم وهو الذي يكون في سره يتباهى بأنه من سبب ذلك.

- ومنهم من تراه مع المجموعات يتغنى بفلان وينشد القصائد بفلان وهو الذي في مجالس يذم بهم ويفضح اسرارهم. 

- ومنهنّ من " تدعي العفة " وهي ترسل الاشارات بلغة الجسد وبالكلمات لتقتنص فرصة وتستغل بعضهم بكل ما أوتيت من قوة ثم تشّهر بغيرها على خطى" أشهّر لأشتهر". 

-ومنهم من يجتمع بلقاءات وندوات ومشاورات ويبتسمون لبعضهم البعض ويأكلون من لحوم أخواتهم في هذه المجالس عبر النميمة والغيبة والمداهنة والنفاق وينصبون أنفسهم رجالات "مجتمع".


أي مجتمع اجتمع فيه رجال جل حديثهم عن أعراض النساء، وأي مجتمع اجتمع فيه أناس جل اهتمامهم التشهير بأعمال غيرهم… أي مجتمع يتواصل فيه الافراد مع أصحاب العمل لقطع ارزاق الناس عبر التشهير بهم للقضاء عليهم. اذا كان افراد المجتمع فاسدون، ماذا تنتظر من سلطة تكونت من هؤلاء الافراد؟

عندما ترتقي عقول هؤلاء الى ما فوق " السرة"، نبني المجتمع!

ملك عيتاني