· 

بين الحنين للماضي والحاضر المرير والمستقبل الجميل


‎مما لا شك فيه أن للماضي حنيناً وحنينه مؤلمٌ جداً ، وليس له رجوع مهما بلغت روعته فهو لن يعود طبعاً ! كما أن حنين الماضي هذا ، يشاغب الروح بتناقضٍ غريبٍ وجميلٍ ، وشفاه تبتسم وعين تدمع ! واذا لم يكن عندنا حنين لماضٍ مريرٍ ، ولم نعد نحتمل حتى رؤية اللقطات التلفزيونية عن الحرب المريرة في لبنان ، التي تذكرنا بماضٍ لا أسف عليه ! رغم أن الحاضر الذي نعيشه هو صفر كرامة ! فهل من شغفٍ بالمستقبل ؟ وهل صحيح أن 95% من اللبنانيين يعيشون حالة متشابهة من عدم الحنين للماضي وعدم الاهتمام بالحاضر والخوف من  المستقبل؟ 


واذا كانت النوستالجيا هي مصطلحٌ يستخدم للتعبير عن الحنين للماضي، فأن نوستالجيا الحنين للماضي في لبنان ذات طعم أخر ، ليس لمرارة الماضي ‏بل لقبح الحاضر والشوق للمستقبل ، ومن جهتي لا حنين عندي للماضي ولا أحبه بصراحة كاملة ، ولا أتهرب منه ، بل اعمل على جعل الحاضر جميلاً وممتعاً لي ولكل من حولي ،وقد يستخدم الله الماضي ليصنع مستقبلاً جميلاً ،لذا دعونا نعمل  على الحاضر ، فالله يبارك الاعمال  وليس الاحلام ، ولنعط الله فرصة حتى يبارك اعمالنا الحاضرة  .


وماذا عن نوستالجيا البهجة وحب الحياة ؟ وهل بقى شيئ من "عبق" الماضي عالقاً بنا بعد قسوة الزمن ؟  هل بقي شيئ عجزت يد النسيان أن تطاله ؟  وهل لا يزال هذا الشيئ يدفع بالإنسان لأن يصارع الضياع ويجعله يعاني من مشاعر الخوف والشقاء وانحسار الطمأنينة، وينشد السّعادة والخلاص ؟ ولأولئك الذين تُمزقهم الحيرة، وتؤرقهم التساؤلات الوجودية، ويبعثرهم الحنين إلى الحرية والمعرفة أقول : "أحبوا أنفسكم أولاً " فالحبّ‬⁩ فيه إجابات لتساؤلاتٍ وجودية كثيرة ! فإذا كان العلم أستطاع أن يطور حياة الإنسان ويهبه السعادة ، فأنّ الحبّ هو الوحيدُ القادر على انتشالِه من براثن القلق والغضب ومنعه من تدمير الذات. نقولا ابو فيصل