· 

بين عتمة الربع ساعة الاخير وانبلاج الفجر

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء ٤
من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء ٤


اذا كان الليل في القلب فلا عتمة في الأفق , لكن كيف السبيل لمزاج مستنير يُنير لي عتمة الاكتئاب والافكار البائسة في الخلاص من هذا البؤس في وطن أسمه لبنان ؟ حيث أقضي الليالي محاولاً  اقناع نفسي بعدم الهجرة منه ! وكلما كنت أقترب من الوصول الى ذلك الهدف ، كلما كنت أفقد الأمل في الخلاص من افكاري في الربع الساعة الأخير من الحوار بين القلب والعقل .


أن اشتداد الأزمة وتجهّم الأجواء هو أول لحظات انبلاج الفجر واقتراب الفرج ، فالنصر لا يأتي إلا بعد اشتداد الأزمة ، وكلما اشتدّ الظلام أزداد قناعةً أن الخير قادم وأنه سوف يكون مُبهراً ! والى صديقي القائل" كبّر عقلك حاج" الآمال الكبيرة "بتجيب خيبات كبيرة" أذكره بقصيدة أبو القاسم الشابي "ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيدِ أن ينكسر"، وازيد لاقول : من رحم الألم يولد الأمل، ومن شدة المحنة يخرج الفرج ، وما انبلاج الفجر إلا بعد أن يحلولك الظلام ، وما المتحكمون برقاب الفقراء ‬⁩إلا جثامين متحركة في طريقها الى مقبرة التاريخ. 


في كل صباح وعند انبلاج الفجّر أتحسسُ قلبي وأسألهُ عن أحواله بعد أن أعتاد الصمت وأتفقد روحي وأدعو نفسي لموافاة نور الصباح والاحتفال بطلوع الشمس والأمل الجديد  ، وأنا على ثقة ان فرج الله قريب ،فعند قمة المعاناة نجد الحلول وفي آخر النفق يكون الضوء ، وبعد شدة الظلام يحصل انبلاج الفجر ولنتذكر أن المصائب والويلات التي لا تحصى في عمرنا لم ترهبنا وسنبقى صامدين "فالارض لاهلها"  ونحن لا نخاف التهويل طالما الرب يسوع معنا فمن علينا. 

نقولا ابو فيصل ✍️