· 

بين الظالم والمظلوم … وفك الطلاسم

الظالم خاسر مهما كان جباراً عاتياً، وحتى لو مشوا خلفه كل الازلام والمأجورون فأنه سيأتي اليوم الذي يرتد فيه ظلمه الى نحره
الظالم خاسر مهما كان جباراً عاتياً، وحتى لو مشوا خلفه كل الازلام والمأجورون فأنه سيأتي اليوم الذي يرتد فيه ظلمه الى نحره


لولا الحياء والمستحى وجرح الشعور لكنت سميت الاشخاص بأسمائهم. 

وأن الظالم لا يمتلك من القوة ما يستعبد بها البشر ، لكنه يمتلك مجموعة من الازلام مثال رجل أمن أحمق ، أعلامي منافق ، قاضٍ فاسد ، وزير كاذب وموظف مرتشٍ يروجون له بكل ما يرهب النفوس ويزرعون الخوف في القلوب ويجبرون الموظفين الاوادم في الادارة أن يخضعوا ويستسلموا لظلمه وعبوديته منذ سنوات طويلة ، ومن أفظع أنواع الظلم وأشدها عجباً أن يلعب الظَّالم دور الضَّحية في إطلالاته الاعلامية وحلقات " التوك شو" المدفوعة الثمن مسبقاً ويتهم فيها المظلوم بأنه هو الظالم ، لكن كيف ينام هذا الظالم وهو يعلم ان الله يرى ويعلم كل شئ ؟


المعركة ذاتها منذ بداية البشرية حتى يومنا، هي معركة بين الحق والباطل،  معركة بين الظالم والمظلوم  ، لكن الظالم خاسر مهما كان جباراً عاتياً، وحتى لو مشوا خلفه كل الازلام والمأجورون فأنه سيأتي اليوم الذي يرتد فيه ظلمه الى نحره، واعلموا أن الله يُمهل ولا يُهمل، وكلما اشتد الظلم وارتفعت وتيرته كلما كان سقوط الظالم  مدوياً،  ولنا في التاريخ أمثلة كثيرة ! وخير كلام هو للامام علي بن ابي طالب حين قال :  "اذا رأيت الظالم مستمراً بظلمه والمظلوم أشد بمقاومته أعلم أن النصر محتوم"


وفي الحياة يميل الجميع إلى التبسيط والاستسهال ،ولا يريد أحد فك الطلاسم ولا التعب من أجل أن يفهم الحقائق ويتعرف على العلاقات المتشابكة والمعقدة، لا أحد يملك الوقت والجهد لذلك ، وحدهم الفلاسفة فعلوا ذلك ورحلوا !فالظالم والمظلوم كلاهما رقد ، والقاتل والمقتول لقيا معاً نفس المصير ,  والمنتصر والمهزوم كلاهما توّسدا التراب ، إنتهى الغرور وإنتهت القوة وثبت أنها كانت كذبة ، وثبت أن غنى الغني كان وهماً، العروش والتيجان كلها سقطت وتهاوت !! لا أحد قوي ولا أحد غني  ، هي مجرد لحظات من القوة تعقبها لحظات من الضعف يتداولها الناس على اختلافهم، لا أحد منا لم يعرف لحظة ذل ،ضعف ، قلق  ،فقر ، مرض ، فشل وخوف من الهزيمة في الحياة ، وفي الاخير يأتي الموت ليحلق فوق رؤوسنا جميعاً ، ويجعلنا ندرك أننا كلنا فقراء إلى الله رغم أننا كلنا نعرف ذلك.

نقولا أبو فيصل ✍️