
حتى لو كان الصمت يُسرب الكثير من الكلام كما يقولون ! فأن لا يعرف أحدٌ الكثير عنك ، فهذا أمر جيد بالطبع! فالغموض قوة "واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان" لذا علينا ان لا نذهب كثيراً في
عاطفتنا في هذه الايام ، وأن نعلم أن الإحسان هو تعامُل وليس تبادُل ، فليس كل من نعتبره صديقاً نجده كذلك في الازمات ، ولو راجع الانسان كل مواقف الغضب في درب حياته لوجد أن الغضب
وحده هو مصدر كل شر وكل ضر أصابه ، لذا علينا بالصبر والصمت في الحديث مع الناس ، والحديث اكثر مع الله والصلاة حتى مرور هذا الزمن الصعب…
أن تحلينا بالصبر في لحظة غضب فأنه حتماً سوف ينجينا من الندم ، وما كان ينصحنا به أهلنا لعلاج الغضب ونحن صغارٌ من تأخير ردة الفعل كان درساً مفيداً لنا ! وهكذا ومن حيث لا نعلم، فأن الأمر الذي كرهنا حدوثه ذات يوم صار مفتاحاً لما نحب ، وتلك العثرة التي أوجعتنا فأنها أخذتنا إلى آفاق رحبة لم نكن نفكر في سلوكها ، وذلك الألم الذي أنهكنا كان لنا خيرَ معلّم ، واهدانا الحكمة الثمينة لندرك أن العطاء قد يأتي على شكل إبتلاء، وأن لُطف الله يُسَاق بأشكال عديدة اذا أحسنا الظنّ به .
وهكذا حين نستفيق "وتروح السكرة وتاتي الفكرة"ويجد من حولنا أن ملامحنا وطريقة تعاملنا وأسلوب تعاطينا مع الآخرين قد تغيرت كثيراً ، ربما نتيجة معركة داخل أنفسنا لا يراها ولا يشعر بها غيرنا ولن يتمكن الناس من معرفة ماذا أصابنا أو طرأ علينا ! تلك كانت معركتنا مع الحياة ، لاننا لم نهتم لاراء أحد وتركنا الله يتدبر أمرنا ، فهو وحده الذي منحنا القوة والصبر لمواجهة الضعف والانتصار في هذه المعركة ، واستطاع إقناعنا بأننا أشخاص ٌ صالحون وأحباء له ، ولم يترك مجالًا للأفكار السلبية أن تسيطر علينا ، بل جعلنا نواجه كل العوائق والمخاوف بشجاعة وعزم وإرادة قوية .
نقولا ابو فيصل ✍️