· 

بين حب الله للمحسنين وحب المحسنين للفقراء

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء ٤
من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء ٤

لن ينسى الله سكوت عبده عن الالم وكتمانه العتب وتحمله القهر ،وكلما أحسن الانسان فعل ذلك فأنه يتوجب عليه أن يتذكر دوماً حب الله للمحسنين ، وبقدر ما يكون الانسان نقياً من الداخل بقدر ما يمنحه الله نوراً ويحبه الناس وتأتيه مطالبه من حيث لا يعلم , نسألك اللهم أن تمنح عبيدك قلوباً نقية، وحين يفسر الانسان حب الله للمحسنين فلسفيّاً ، منطقياً أو اقتصادياً فأنه سوف يجد القضية صحيحة ،لذا إيّاك صديقي أن تعيش لنفسك فقط !‏ فقمة السعادة تكمن في مدى نفعك للآخرين واثرك فيهم ، والله يحب المحسنين شرط أن يحسنوا ! لذلك عيش حياتك على مبدأ كن محسنآ حتى وان لم تلقَ احساناً.


وفي حين دعت الديانات السماوية  الى الاحسان ، فأن ذلك يبدو واضحاً في الديانة اليهودية مثلاً بالقول :‬⁩ "أن الأرض لن تخلو من الفقراء لهذا أوصيكم أن تحسنوا على أخيكم المسكين والفقير والمقيم في أرضكم" ، كما أن المسيحية‬⁩ أقرت أن "من يعرف أن يعمل حسناً ولا يعمل ، فذلك يحتسب خطية له "، اما في الإسلام فأن آيات الاحسان والمحسنين واضحة خمس مرات في القرآن "‬⁩ وأحسنوا إِن اللّه يحب المحسنين" وهكذا نجد جوهر الإيمان واحد ومحبة الفقراء وعمل الخير ! والاحسان موجود في المسيحية منذ قيام البشرية فلو أخذنا اسم (آنا Anna)وهو من الأسماء المنتشرة بكثرة في اوروبا ، وبشكل ملفت في أرمينيا ، وهو اسم مُحرف من الاسم العبري “هانا” أو “حنة”ويعني المجد أو الإحسان ، وهو من الأسماء المقدسة التي وردت في الإنجيل ، واسم والدة القديسة مريم العذراء .


وفي لبنان لا يزال مفهوم الرعاية او الحماية الاجتماعيَة للمواطنين شبه معدوم تقريباً على المستوى الرسمي ،فالرعاية الصحية والمساعدات لذوي الاعاقة من اللبنانيين لا تزال غير متاحة ، كما ان ما يقارب  ٥٠٪ من اللبنانيين لا يستفيدون من تقديمات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ويعيشون خارج اي نظام تأمين صحي، حتى إن المسنين والمزارعين والعاطلين عن العمل هم جميعاً خارج اطار التغطية الاجتماعية الرسمية، وفي حين نجد المحسنين في لبنان والانتشار حول العالم يقدمون اجمل لوحة تضامن اجتماعي مع الطبقة الفقيرة في لبنان ، اضافة الى عمل جبار للجمعيات الخيرية المحلية والاجنبية ، والدور الكبير الذي تقوم به الكنيسة المسيحية والمقاصد والمبرات الاسلامية ، ومؤسسات البر والاحسان في العناية بالفقراء في ظل تقصير وغياب للدولة .

نقولا ابو فيصل ✍️