· 

بين الانتظار القاتل ومرور قطار العمر

دعونا نتحرك ولا ننتظر ضياع الفرص قبل مرور العمر في محطات الآخرين
دعونا نتحرك ولا ننتظر ضياع الفرص قبل مرور العمر في محطات الآخرين


في الوطن اللبناني الصغير بمساحته والكبير بشعبه ، سئمنا من الانتظار ، سئمنا من الخيبات ، سئمنا من كذب رجال السياسة ، سئمنا طوابير الخبز والبنزين … سئمنا القيادة ليلاً على طرقات الموت المظلمة مثل قلوب حكامنا ، وفيما ننتظر الأمل القادم بشوق كبير نسأل ماذا لو ذهب العمر في الانتظار ؟ هل سيكون لنا نصيب من الندم على ذهابه ؟  لذا دعونا نتحرك ولا ننتظر ضياع الفرص قبل مرور العمر في محطات الآخرين ، فالانتظار مقلق للغاية لأنه يحمل شهوراً وسنين من الانتظار الى أن يمضي العمر ويكون فيه الانسان قد مات وفي قلبه أمنيات إنتظرها طويلاً ولم تتحقق …


وفي جردة حساب بسيطة يبدو لي ان اموراً كثيرة سرقت منا الحياة في لبنان وبرضى منا


وقد يصدف في العُمر أن يخلق الله في قلوبنا حُباً بلا سبب "لارض ما ومكان ما " أسمه الوطن ، فكيف اذا كان هذا الوطن هو  لبنان الذي ينجذب اليه العالم وتالفه الروح  ، وكل من يعيش الغربة يجد فيه الامان عند اللقاء به ، والاشتياق بعد الوداع واللهفة مع الإنتظار ، والجميل اننا جميعاً  اذا ابتعدنا عن هذا الوطن فأننا نشعر بالاشتياق اليه ، وفيما يمضي العمر ، يعيش المغترب اللبناني بين الانتظار القاتل والذكريات الجميلة لصيف لا ينسى في هذه الجنة على الارض ، ولا يواجه مشكلة في الانتظار حتى قدوم صيف اخر  ، وقد يكون من الاجدى لكل مهاجر  صار في مقتبل العمر أن يتوقف عن الانتظار ،  وأن لا يجعل العُمر يَمُر ، وهو إما يركض بلا جدوى ، أو ينتظر بلا نتيجة ، وهل الحل بالعودة ؟ والجواب نعم !


وفي جردة حساب بسيطة يبدو لي ان اموراً كثيرة سرقت منا الحياة في لبنان وبرضى منا ، ودون أن نعرف في غالب الاحيان مثل التردد والانتظار والخوف من آراء الآخرين ، والمجاملات الزائدة ، لذا وجب علينا أن نعيد حساباتنا فيما يسرق حياتنا ، ولم أجد أجمل من قول جلال الدين الرومي للتعبير عن ذلك حين قال "واعلم أن كل نفسٍ ذائقة الموت لكن ليس كل نفس ذائقة الحياة " وهكذا نلاحظ أن شباب لبنان هذه الايام قد دخلوا في كوما الإنتظار القاتل ، والخوف من المستقبل ،وباتوا يعيشون صراعاً مع عقارب الساعة ، حيث ارتدت قلوبهم ‬⁩سهام الإنتظار القاتلة وأرتدى الوقت ثوب اللامبالاة ، وراح يمضي مثل رياح باردة في شتاء تكاد تجمد الاوصال من شدة الأنين وصرخات القلب ترتفع بصمت ولكن ليس من سميع ولا من مجيب !!!

نقولا ابو فيصل ✍️