· 

بين بصمة الاصبع وبصمة اللسان.. هوية

أمرت بسجنك لكي تتعلم ان لا تجادل من لا يستوعب ولا يفهم ومن ليس بأهلٍ لذلك
أمرت بسجنك لكي تتعلم ان لا تجادل من لا يستوعب ولا يفهم ومن ليس بأهلٍ لذلك


تروي قصة من الأدب الفرنسي عن خلاف وقع في الغابة بين ذئب وحمار ، ويقال أنهما  إختلفا ذات يوم على لون العشب ! قال الحمار : لون العشب أصفر لكن الذئب قال : لونه أخضر ، وأشتد الخلاف كثيراً ، وأخيراً قررا أن يحتكما إلى ملك الغابة ، بدأت المحاكمة وأدلى كل بحجته ، وعند إصدار الحكم ، إذا بالأسد الحاكم يخيب آمال الحاضرين ، فقد حكم على الذئب بالسجن لمدة شهر واحد ، وببراءة الحمار ! إستنكر الذئب وقال : سيدي أليس لون العشب أخضر ؟ قال الأسد : بلى، اجابه الذئب : إذاً لماذا حكمت علي بالسجن وأنا لم أخطئ الرأي ؟ قال الأسد : صحيح إنك لم تخطئ الرأي لكنك أخطأت عندما جادلت حماراً، لذلك أمرت بسجنك لكي تتعلم ان لا تجادل من لا يستوعب ولا يفهم ومن ليس بأهلٍ لذلك !


الحكمة من هذه القصة ان لا تجادل انساناً لا يستوعب خاصة اذا كان  أسير العصبية والطائفية والحزبية والجهل ، وما اكثرهم اليوم ، لأنك لن تخرج بنتيجة ، بالاخص في هذه الأيام اللعينة حيث صار الحمار فصيحاً في العلوم السياسية ، فإذا كانت بصمة إصبعك تميز هويتك الشخصية عن الآخرين ، فبصمة لسانك تميزك في قلوب البشر ، فاجعلها بصمة مميزة لا يشبهها أحد حتى انك إذا أردت أن تكتشــف شخصية أحدهم عليك مراقبة تعليقاته لا منشوراته ، لان ثقافة الرد هي معيار العقل، حيث يسهل عليك اكتشاف البشر بين من تنحني له إحتراماً وبين من تشمئز من ردوده وكلماته السيئة ، 


واذا كانت بصمة الأصبع تثبت هوية شخصية الانسان ، فأن بصمة اللسان تثبت حصاد تربيته ايضاً  ،وتعتبر البصمة الذكية أهم وسائل التكنولوجيا الحديثة للتعرف على الهوية ، وذلك لدقتها واستحالة تكرارها بين البشر , وفي هذا الإطار نشرت مجلة"فوكاس" الإيطالية قائمة من المعلومات عن البصمة الذكية وخصائصها وطريقة تشكلها من أثار تعرق اليد ، وتمتاز بصمات أصابع اليد والقدم على حد سواء بأنها غير مرئية وتتكون من عدد كبير من المواد الكيميائية التي تفرزها جلودنا من خلال التلامس مع البيئة ، وهذه المواد تستطيع ان تكشف صاحب البصمة .

نقولا ابو فيصل ✍️