· 

بين رحمة السماء … ووحشية بني البشر


في الصورة جندية أرمينية أسمها آنوش آبيتيان عمرها  37 عاماً ، أم لثلاثة أطفال، تعمل في الجيش الأرمني ، استشهدت كالابطال خلال العدوان الأذربيجاني الاخير على شرق أرمينيا ،  وهي تحارب في الخطوط الأمامية ، وفيما يبدو الخبر طبيعاً ولا شيئ مستغرباً ، اذ انه في الحروب يستشهد الجنود دفاعاً عن ارض الوطن ، والشهادة في سبيل الاوطان بطولة ، لكن ما تعرضت له جثة الشهيدة آنوش من تنكيل وتقطيع على أيدي الغزاة يعود بالذاكرة الى زمن البرابرة .


البطلة آنوش تم فقأ عينيها ووضع حجارة مكانها، وتم قطع أصبع يدها ووضعه في فمها، كذلك تقطيع أقدامها ، وتعريتها من الثياب ، وفيما نشرت مواقع الكترونية أذرية مقطع فيديو يصور الجرائم الوحشية التي ارتكبها بعض الجنود الاذريين ،وليتني لم اشاهده ! كان مئات المواطنين في الجهة المقابلة  لارمينيا يحتفلون بهذه الأفعال الشنيعة عبر تعليقات سخيفة على مواقع التواصل الاجتماعي ، وبعضهم كان يعبر عن قلقه من أن يتم استخدام هذه المقاطع من قبل المحكمة الجنائية الدولية لاحقاً ، وهذا متوقع ، وليت القصاص يكون قريباً.


‎جريمة آنوش ليست الأولى، فالتمثيل بجثامين ضحايا الحرب هو أسلوب دموي قديم معتمد على مستوى الدولة في هذه الجمهورية في القوقاز ، هذا هو جار ارمينيا  الذي أغمض العالم عينيه لسنوات طويلة  عن جرائم جيشه، فكيف يمكن التعامل معه ؟ المجد الأبدي للشهيدة  أنوش ورفيقاتها في درب الشهادة :  إيرينا ، أليس ، سوزانا وكل قافلة الشهداء

نقولا ابو فيصل ✍️