· 

بين سياسي فاسد واعلامي مأجور

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب "جزء ٤
من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب "جزء ٤


‎سألني صديقي منذ يومين لماذا تصر على التفاؤل بمستقبل لبنان رغم  الضباب الذي يغطى سماء هذه الارض المقدسة ؟ اجبته انت قلت ! نعم هي ارض مقدسة ، وسوف ينقشع عنها  هذا الضباب قريباً جداً وأسرع مما تتوقع ، وسوف يُدين التاريخ كل سياسي فاسد ، وكما سقط لبنان بين ليلة وضحاها , وانتقلنا من النعيم الى "جهنم" سوف نعود من هناك تاركين حكام هذه الدولة الفاسدين هناك ، مع محبتي لبعض الوزراء الذين مارسوا الحكم ربما في غير زمانهم ، وسوف يبقى لبنان الوطن الجامع لكل الطوائف، وسوف تركل أقدام الشعب مؤخرة كل سياسي خان وعده يوماً ، وسوف يقطع عنق كل اعلامي فاسد مأجور او متطرف ، وسوف يلعن التاريح كل من كان نكبة لهذا الوطن باي شكل من الاشكال 


واذا كان جبران خليل جبران قد رأى أن وظيفة الصحافة اللبنانية هي نقل الاخبار ، والوقوف الى جانب المباديء الوطنية والعمرانية والسياسية للبلاد ، فأنه لو كان هذا المفكر حياً اليوم  لكفر بالصحافة اللبنانية ووظائفها، التي لم تبتعد كثيرا عن الأهداف التي رسمها فحسب، بل باتت تشكل نقيضاً لها ، ومن يتابع المشهد الإعلامي اللبناني في السنوات الأخيرة يدرك ما أقصده ، وكلنا يعلم أن عدد محطات التلفزة  الفضائية اللبنانية مبالغ به ، ويعود السبب الى أن كل محطة تتبع حزباً سياسياً وتعمل وفق أجندته ، إلى جانب المواقع الألكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي ، والتي أضحت وسائل تواصل "سياسي "تديرها جيوش الكترونية ، أضافوا الى وسائل الاعلام المسموعة والمكتوبة وما دار في فلكها


والمؤسف في الأمر أن وسائل الاعلام اللبنانية تعمل وفقاً لمشيئة رؤساء الأحزاب السياسية التي تتبع لها ، والاصح تبعاً لمشيئة الدول التي تمولها ، ولا تجرؤ على اتخاذ خط سياسي يقارب الموضوعية ،  وانا مسؤول عن كلامي ، في المقابل نجد وسائل الاعلام الإسرائيلية العديدة الناقدة لحكوماتها تتحد في الملمات والأزمات والمعارك الخارجية ، وتتجاهل الخلافات الداخلية ، وتجتمع خلف قيادتها السياسية ، وفي المحصلة وجدت ان جميع القنوات التلفزيونية اللبنانية والمواقع الالكترونية التابعة لها ، وغيرها من المواقع "الدكاكين"  تدمر الاقتصاد اللبناني وسمعة الوطن لقاء المال ، وفيما يتفقون جميعاً على التغني بلبنان ويمجدون الوطن في العلن ، فإنهم يطعنون جسده "ويلعنونه"يومياً من خلال ما ينشرون من سموم في الفضاء الخارجي .

نقولا ابو فيصل ✍️