· 

بين الراحة المؤقتة والراحة الابدية الرحمة 

نصبح أحراراً  في السماح لأرواحنا بالتحليق في رحاب الطمأنينة وفي فضاء الابرار
نصبح أحراراً  في السماح لأرواحنا بالتحليق في رحاب الطمأنينة وفي فضاء الابرار


شتان ما بين الراحة المؤقتة والراحة الابدية ، وعلى الانسان أن يختار في حياته بين التعب المؤقت والراحة الأبدية ،أو بين الراحة المؤقتة والتعب الأبدي … وما يشغل بالي وأنا أبحث هل أن السعادة هي راحة مؤقتة للانسان ؟ أم أن الراحة هي سعادة دائمة أبدية له ؟ وهل يحتاج  العقل الراحة الابدية مثل الجسد ؟ ذلك انه عندما يحين الوقت ، وعندما نغادر هذه الحياة الزائلة المادية ، لا نغادر إلى السواد ولا نختفي في العدم ، بل اننا لا نعود محصورين بحدود الجسد بل نصبح أحراراً  في السماح لأرواحنا بالتحليق في رحاب الطمأنينة وفي فضاء الابرار.


وما اظنه واعتقده أن للراحة انواعاً : تبدأ بالراحة النفسية بعيداً عن الزعل والحزن والبكاء على تفويت الفرص ، مرورًا بالراحة الاجتماعية وحسن الظن بالناس والاحسان الى من حولنا ، وصولاً الى الراحة الابدية والإيمان الصادق والعمل الصالح وفعل الخير ، وعلى الانسان القبول دوماً بمشيئة الله وعدم الاعتراض "لا تكرهوا شيئاً عسى ان يكون خير لكم" وهذا يختصر كل مشاهد حياتنا اذا ما آمنا في هذا الكلام قولاً وفعلاً وعشناه في حياتنا  فإننا نصل الى مرحلة التسليم التام حينها ستتحقق السعادة والرضى في حياتنا استعداداً للولوج الى الراحة الابدية .


ولكن هل أن الراحة الابدية هي في القبر ؟حيث ينتقل بالموت جسد الانسان من أرض الشقاء والعناء إلى ارض الراحة والنعيم ، ورغم رهبة المشهد بدون شك ، وتعفن الجسد وعودة التراب الى التراب، فأن الانسان المؤمن ينظر الى جسده على انه ثوب تخرج منه الروح وتنطلق إلى الحرية الأبدية، وفي حياتنا المسيحية تقدم صلاة الراحة الأبدية العديد من الالتماسات القلبية إلى الله ، وهي أن ينظر برحمة إلى النفوس الفقيرة للمغادرين ، وأن يشمل برحمته جميع الموتى ويخلصهم من الخطيئة حتى ينعموا بالنور الكامل المجيد للحياة الأبدية في السماء، وهكذا فأن صلاة الراحة الأبدية هي هدية جميلة يمكن أن نقدمها لأحبائنا الذين رقدوا على رجاء القيامة ، وهذه الصلوات تبقينا على اتصال بهم وتفيد أرواحهم .

نقولا ابو فيصل ✍️