· 

بين الصناعي الحكيم والصناعي الغشيم علم

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب"جزء ٤
من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب"جزء ٤


الصناعي الحكيم يمتلك الحكمة وهي صفة امتلاك الخبرة والمعرفة والعلم الجيد ، وهو يناقش في الرأي ، ويسعى جاهداً لتقديم أجود المنتجات الصناعية متبعاً المواصفات العالمية  سواء كانت مواد غذائية او سلعاً استهلاكية وصولاً الى كل ما تنتجه المصانع اللبنانية على امتداد رقعة الوطن  ، همه الاول هو سمعته وسمعة مصانعه وسمعة بلاده التي تحمل جميع منتوجاته المصدرة الى الخارج اسمها ، كما يسعى الصناعي الحكيم لتحقيق مساهمة القطاع الصناعي في دعم رؤية وتطلعات أصحاب الاختصاص ، في وقت باتت كلفة الصناعات المحلية أغلى من استيرادها ، وذلك بسبب استيراد منتوجات اقل جودة او مدعومة من دولها او تصنيع منتجات محلية بنوعية رديئة باتت الكلفة الاستشفائية من أمراضها القاتلة مرتفعة جداً ، فالفساد نخر البلاد كلها  ‬وهذا ما جعل الصناعي الحكيم الآدمي استثناءً نادراً في عالم الصناعة الوطنية .


في المقابل نجد الصناعي الجاهل صار في أيامنا فيلسوفاً يجادل في الحقائق والثوابت العلمية همه الوحيد تحقيق ارباح اضافية عبر تخفيض كلفة انتاج السلع وبيعها  بأسعار السلع الجيدة ،  لتحقيق فائض في الارباح ، سلاحه دائماً لسانه وصوته العالي وليس عقله ، قليل المعرفة والمعلومات والخبرة ، والتهذيب أحياناً ، جاهل في مهنته يفسد حياة اللبنانيين عبر تقديمه منتجات غير مطابقة للمواصفات العالمية بعضها قاتل نتيجة استعمال مكونات مسرطنة لها القدرة على إفساد صحة المواطنين  ، فيما مراقبة غذاء اللبنانيين وما يعرض ويباع في الاسواق  بات مستحيلاً بسبب النقص الهائل في عديد اجهزة الرقابة في الوزارت المعنية ،كما نلحظ ان الصناعي الجاهل لا يؤمن بكفاءة اهل الاختصاص وبتمسك بما توارثه عن اجداده في الصناعة  "ويا ارض اشتدي ما حدا قدي " هو اجمل توصيف لطباعه وتخلفه وعدم مواكبته العلم وعدم الاقتناع ان المعرفة لا تقاس بعمر الانسان بل بما يملك من معرفة .


الكرة الان في ملعبك ايها المستهلك اللبناني ، اياك والصمت ! ارفض هذه المنتجات التي غزت اسواقنا ، قاطعها ارفع يدك عالياً وقل كفى ،اكثر من نصف الشعب بات مريضاً بسبب عدم الرقابة على المنتجات التي تنتج في المصانع غير المرخصة  او يتم ادخالها عبر معابر  غير شرعية ، وفيما لا تزال بعض محال التجزئة تضرب عرض الحائط بقرار  وزير  الصناعة رفض عرض منتجات لمصانع غير مسجلة في وزارة الصناعة ، يتوجب على المواطن الوعي وان يعي ماذا يأكل فالصمت لا يفيد بعد الان ، ارفض واقعك وأرفع صوتك بهدوء فالصراخ امام ابواب المستشفيات لا يفيد وصحتك اغلى ما تملك!

نقولا ابو فيصل ✍️