· 

بين السياسي الحكيم والسياسي الجاهل

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب "جزء ٤
من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب "جزء ٤


يقول الكاتب البرازيلي ‏باولو كويلو: "أن الجهل يقاس بمقدار الشتائم التي يستخدمُها الشخصُ عندما لا تكون لديه أيُّ حججٍ للدفاع عن نفسه" وفي السياسة نجد السياسي الحكيم هو الذي يتجنب استعمال الشتائم ، يفكر قبل ان يتكلم ، أما السياسي الجاهل فيبدع بكيل التهم والشتائم في كل اطلالاته، يتكلم ثم يفكر لاحقاً بما قاله وليته ابتلع سمومه قبل نثرها في الهواء…نعم رجل السياسة الحكيم يفكر دائمًا قبل أن يتحدث  يفهم المواقف ويفكر فيما إذا كان هذا هو الوقت المناسب للتحدث أو التزام الصمت على ان عدم التفوه بكلمة واحدة يمكن أن يكون أفضل في بعض المواقف ، وفي حين أننا نسجل استماتة السياسيين غير الناضجين أو الجاهلين حباً بالظهور الاعلامي ، واحداث ضجيج حتى ولو لم يكن لديهم فهم ومعرفة بالمواضيع المتداولة.  


 وفيما يتخذ السياسي الحكيم قرارته الشخصية بنفسه  ، ولديه القدرة على تحمل المسؤولية الكاملة لتنفيذها  ، فهو لا يجازف أبدًا الا "مضمونة" ولا يلوم الآخرين أبدًا على أفعالهم ، ولديه القدرة على الدفاع عن قراراته  ويعرف جيداً اتخاذها في الوقت والمكان المناسبين ،في حين ان السياسي الجاهل يتبع بعض مستشاريه الذين يتخذون القرارات نيابة عنه ، مثل ما يريدون بالضبط ووفقًا لرغبتهم ، رغم ان عمل بعض المستشارين يبدو جيداً في كثير من الاحوال حيث يقومون بجمع المعلومات والحقائق، وفهم كل شيء بشكل صحيح نيابة عنه ، ووضع المعايير ومواصلة تطوير الخيارات وتقييمها، وتقييم المخاطر ثم تقديم القرارات له ومتابعة تنفيذها .  


ولسد الهوة بين هذين النوعين من رجال السياسة يتوجب على السياسي الجاهل ان لا يتعاطى السياسة أصلاً  ، كما أفعل انا بالضبط حيث اراقب وانتقد نقدًا بناءً لا يتضمن تجريحاً وذلك طمعاً بتصحيح المسار فقط ، ويمكن للسياسي الجاهل العمل على سد الفجوة بينه وبين السياسي الحكيم بإختزان كل أنواع علوم المعرفة والخبرات من أجل الحصول على المزيد من الحكمة ، والتعلم ، كما يجب عليه تثقيف نفسه بشكل دائم ، وتثقيف من حوله أيضًا وتعليمهم طرق التعاطي مع الاخرين ، ويمكن أن يساعده ذلك في تحسين ادائه المهني والنهوض بالمجتمع نحو التطور ، والمضي قدمًا نحو الارتقاء بالعمل السياسي النظيف الذي نستمتع به مع عمل قليلين من رجال السياسة ومنعاً لإشراك لبنان وشعبه في الجهل والظلم ، وكما يُقال "لا ظلام بلا جهل."

نقولا أبو فيصل ✍️