· 

بين السياسي القبيح وقناع المثالية

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء ٤
من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء ٤


مما لا شك فيه ان الشخصانية وتصفية الحسابات باتت تمثل وجهًا من أوجه الديمقراطية في لبنان ، لكن السؤال  الاهم متى يعتق الله شعب لبنان من جلاديه ؟ ومتى يكف هؤلاء عن النفاق السياسي والاستغلال القبيح لعواطف الناس ؟ ومتى يتوقفوا عن سحق المواطن اللبناني في لقمة عيشه ومستقبل اولاده وضمان عدم هجرة ما تبقى منهم في بلاد الارز؟


نعم بفضلكم صرنا غرباء في وطننا مع ما يفوق المليون ونصف المليون لاجئ سوري تقوم مؤسسات NGO "بتسمينهم "ودفع بدلات تدفئة وطبابة وغذاء وبدل تكاثر وإنجاب ، فيما بلادهم تنعم بالامان ، وهكذا تبدلت نظم عيشنا واخلاقنا وحضارتنا التي كنا نتفاخر بها! وصرنا أشبه بمجتمعات فقيرة متناحرة نتيجة نظام سياسي قبيح قَسم الطوائف الى مجموعات ، ورفع الاكثر هبلاً وطاعة بينهم الى مصاف "المرجعية" وأعطاه الحق وحده أن يختار الأسوأ لتمثيل الشعب في  إدارات الدولة التشريعية والامنية وحتى القضائية!


راقبوا معي على مدى ثلاث سنوات لم يستقبل مسؤول رفيع في دول مجلس التعاون الخليجي اي مسؤول  سياسي او حكومي لبناني رفيع ، وحتى لو تم رفع الحظر التجاري بين لبنان والمملكة  العربية السعودية والذي نتوقعه في الشهر القادم ان شاء الله ، والذي دفعنا على مدار سنة كاملة ثمنه تراجعاً في اسواقنا التصديرية ، فلا يبدو ان في الافق حلولاً  جدية لدعم لبنان مالياً مع هكذا طبقة حاكمة ،  تسببت عبر تبنيها سياسات اقتصادية خاطئة منذ تسعينات  القرن الماضي حتى اليوم الى إعلان افلاس البلد  ، زد الى ذلك ايضاً فساد بعض وزراء لبنان وتهورهم "مصروف من غير مدخول" وسلسلة رتب ورواتب اقرت عشوائياً ، كل هذه الاسباب اوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم ، وبانتظار الفرج وسقوط قناع المثالية عند بعض حكامنا ووصول الحلول المعلبة  لا مكان لخيبات الامل ، ولا بد ان الفرج قادم …

نقولا ابو فيصل ✍️