· 

بين الانسجام العاطفي … والصمت الزوجي

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب” جزء ٤ 
من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب” جزء ٤ 


يكاد لا يخلو بيت في لبنان من المشاكل الزوجية ، وهذا أمر طبيعي خاصة في هكذا ظروف إقتصادية تمر بها البلاد والعباد ، وتزداد هذه المشاكل كل سنة على ابواب المدارس والجامعات  ، ولكن مسارعة الزوجين إلى حلها في بدايتها من خلال الحوار الإيجابي يمنع من تفاقمها ، كما أن اللجوء الى الاهتمام بعائلتهما من حيث التثقيف والتوعية والارشاد حول الطرق التي تساعدهما لوضع خطة مالية مدروسة والالتزام بها تساعد كثيرًا في تحديد مستوى معيشة العائلة طبقاً للقول "على قد بساطك مد رجليك ", ومن الأمور الهامة في التربية المنزلية الفعالة أن يخصص الوالدان وقتاً للجلوس مع أبنائهما للتحدث معهم عن أحلامهم ومشاكلهم وأصدقائهم والأمور التي تم إنجازها خلال يومهم.


وهكذا فأن فقدان المكانة الاجتماعية بما في ذلك المال والمقومات المادية ، لاحد الزوجين يفقد العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة الكثير من قوتها حتى لو كان الانسجام الروحي والفكري بينهما متوفراً ،"فالقلة تولد النقار "رغم وجود افكار موروثة ومتداولة بأن الحب يتولد مع العشرة وهي فكرة مغلوطة ، فإنه يستحيل للحب أن يستمر طويلاً ولا بد ان يفتر  ، واذا كان الجاحظ يقول أن "الظَّفَر بالمعشوق يُسرع في حل (انتهاء) العشق ، فأنه ايضاً  لا يمكن ان تستمر علاقة حب مهما كانت عاصفة لاكثر من عشرات السنين مثلاً ، وهذا مؤكد لان حياتنا الاجتماعية بكل أشكالها مبنية على التوافق الروحي ، وهذا يعتمد على عنصر مهم يجهله كثيرون وهو " النفس البشرية "فإذا كانت النفس طيبة تبقى  ايام الازواج  هنيئة وحياتهم سعيدة  ،حتى الشفاء من الامراض المزمنة لها علاقة بالنفس البشرية .


ويطلق البعض على الصمت الزوجي تسمية الطلاق النفسي حيث تستمر فيه العلاقة الزوجية أمام الناس فقط لكنها منقطعة الخيوط ، ويؤكد علماء النفس أن معظم حالات الطلاق لا تحدث تلقائياً أو فجائياً ، ويمر الطلاق العاطفي في خمسة مراحل وهي : فقدان الثقة ، فتور الحب ، الانانية ، الصمت الزوجي واخيراً الطلاق العاطفي ، ويمكن تسمية ظاهرة الصمت الزوجي  ايضاً بظاهرة الخرس الزوجي وهو السكوت السلبي لكلا الزوجين ، وأنعدام لغة الحوار فيما بينهما ،  والتي يلجأ فيها أحد الزوجين الى الصمت أو الرد بإقتضاب على الطرف الاخر مهما حاول الاخير فتح قنوات الحوار ، ويعد هذا مؤشراً قوياً على فتور العلاقات وجمودها ،ويعد التواصل الزوجي السليم بين الزوجين من أهم الامور التي تؤثر وتساهم في استمرار العلاقة الزوجية وتماسكها والوصول الى توافق زوجي قوي عند انعدام لغة الحوار بين الزوجين خاصة في الازمات المالية والاقتصادية وزمن الضيقة المعيشية والمتطلبات الكثيرة للحياة.

نقولا ابو فيصل ✍️