· 

بين كبر المساحات وكبر العقول … افريقيا عبرة


ليس مهماً كيف يبدو حجم القارة الافريقية على الخريطة بل الاهم كيف يبدو حال أهلها على ارض الواقع .. معظم سكانها الاصليين هم تحت خط الفقر ينهشهم المرض والجوع والجهل .. وكأن هذه القارة لا تملك شيئاً ويبدو أن العبرة ليست في عدد السكان والمساحات الشاسعة ، بل في نوعية القيادة والشعب ، وغالباً ما يكون ملوك ورؤساء الدول الفقيرة أغنى من ملوك ورؤساء الدول الغنية ، ولا ادري صحة المقولة أنه كلما ضاق المكان كلما استطاع العقل أن يمتلك قدرة على التفكير أكثر بعشر أضعاف ، وأن المخترعين كانوا يعيشون غالباً في أماكن صغيرة وضيقة.


واذا كان البعض يعتبر أن سبب تخلف هذه القارة هو الاستعمار الخارجي الذي يتقاسم الكعكة ويوزعها غرباً  ، فيما حكامها بمعظمهم عملاء فكيف لهذه البلدان أن تزدهر وتتقدم معها شعوبها ؟ والملاحظ  أن مشكلة هذه القارة انها تحولت الى منتج اول في العالم لليد العاملة الرخيصة لخدمة الدول المتقدمة ، وقد حولها الغرب الى اسواق لمنتوجاته ، ولكن هل تتخيل عزيزي القارئ ان ميزانية أفريقيا كلها تعادل ميزانية شركة واحدة في ألمانيا او الولايات المتحدة الاميركية ، وهكذا فأن قيمة الدول لا تقاس بالحجم او بالمساحات لكن بما تنتج وتصنع …


واذا كانوا قد أطلقوا على افريقيا القاباً مثل القارة الغنية الفقيرة أو القارة المستباحة، والاصح ان هذه القارة هي مستعمرة تسرق وتنهب ثرواتها ممن يدعون الحرية والحقوق منذ عقود ،واليكم بعض المعلومات عن القارة السوداء التي تبلغ مساحتها 30 مليون كلم2  وهي أكبر من أوروبا والصين والولايات المتحدة الأمريكية مجتمعة. ولديها  60٪ أراضٍ صالحة للزراعة كما تملك 90٪ من احتياطي المواد الخام لديها احتياطي ذهب بنسبة 40٪ ؛ كما تمتلك 33% من الماس، ويبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة … والسؤال من يدري هل تصبح تسمية "الولايات المتحدة الافريقية" هي الاسم الجديد للولايات المتحدة الاميركية بعد تشتت غالبية  سكان القارة الافريقية في كل ارجاء اميركا ؟

نقولا ابو فيصل