· 

بين لبنان الكرامة والشعب العنيد أين المواطنة ؟

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب" جزء ٤
من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب" جزء ٤

 

على أنغام كلمات أغنية "وعد يا لبنان" التي غنتها الفنانة باسكال صقر عقب اغتيال الرئيس بشير الجميل في العام 1982 وكلماتها التي لا تنسى ''تعصف معو الكرامة وحرية الانسان'' والتي حفظناها ورددناها لسنوات طويلة ،  تعالوا معي اليوم لاخبركم في العام 2022 بعد اربعين عاماً بالتمام عشية ذكرى استشهاد الجمهورية الذي استكمل باستشهاد الرئيس رفيق الحريري مروراً باستشهاد الرئيس رينيه معوض والعشرات من السياديين في بلاد الارز التي صارت بلاد "كرتونة المونة" عن اي كرامة للمواطن اللبناني في بلاده دعوني احدثكم عن الشعب العنيد الذي صار  شعباً ذليلاً يعيش الفقر المدقع للاسف الشديد .

 

حبذا لو وزارة التربية تعيد صياغة مادة التربية الوطنية للصفوف الابتدائية وتعيد تعليم اطفالنا مفاهيم التنشئة الوطنية من تعريف الوطن والمواطن وتعريف الخيانة وقيم الحرية، السيادة والاستقلال والكرامة والذل واحترام القانون … 

في جمهورية الموز اللبنانية اليوم صارت الكرامة غضباً ‏والمحبة غضباً والغضب الأحلى بلدي …كما يقولون حيث لا كرامة ولا شعب عنيد ، وعذراً منك فيروز بعد ان انهارت البلاد وافتقر العباد وانهارت العملة الوطنية ومعها  كرامة المواطن الادمي صاحب الاخلاق وصارت السياسة مخجلة وبعض رجالاتها دمى تحركها الأحزاب السياسية والدول الاقليمية الا الجيش‬⁩ اللبناني الذي بقي شامخاً صلباً يتحدى المخرز ببطون خاوية واسى ..وهذه بطولة من نوع أخر …

 

نعم لبنان ليس بخير ولم يعد كما كان لا "مصرف العرب"ولا "سويسرا الشرق"   ولا "بلد الاشعاع والنور" لبنان صار وطناً لا يشبهنا بشيء ، نعم لم يعد يشبهنا ولا ادري اذا كنا نستحقه أصلاً  والسبب اننا لم نعرف كيف ندير بلداً. لا بل لا نستحق أصلاً ان ندير بلداً هو ارض للقداسة ومنبت للقديسين ، حتى اننا على الارجح لا نعرف كيف ندير مزرعة ، ولا نعرف كيف نخطط او ننظم او نطوّر نظامنا السياسي الطائفي البالي  ، ما أعرفه هو أننا قمنا بتسليم ادارة شؤون البلاد والعباد على مدى ثلاثين عاماً منذ العام 1992 حتى اليوم لغزاة وطغاة وسارقين وجلّادين , وسوف تلعننا وتلعنهم الاجيال القادمة بدون ادنى شك ، نحن لا نعرف معنى المواطنة ولا نعرف شكلها ولا لونها ولا أهميتها ولا ينفع ان نحب وطننا دون ان نعتنق المواطنة، نمارسها ونطبقها ونهدي ثمارها ونتائجها الى الأجيال القادمة.

نقولا ابو فيصل