بين الذكاء والغباء اختلاف في القدرات تماماً مثل النجاح والفشل حيث نجحت مواقع التواصل بتحويل الصيصان الى ديوك وتم تقليص عدد الاغبياء نوعاً ما ! والمطلوب هو المحاولة بطرق اخرى في مجال اخر فلا أحد فاشل ، والعقل يستذكي ويستغبي ويعطي صاحبه صفة الذكاء والغباء.. اما القلب فهو أقل قدرة على فعل ذلك ،وليس هناك رابط بين العقل والقلب خاصة في الحب الذي أسقط الاذكياء والاغبياء سواء ، لذلك اعتقد ان الذكاء والغباء هما وصفان لافعال وليس لاشخاص وعلى سبيل المثال إذا اتخذ شخص ما خطوة صحيحة يقولون عنه ذكي ولكن اذا أتخذ بعدها خطوة خاطئة يقولون عنه غبي وهنا نلاحظ ان الصفة مقرونة بالافعال ، فالوعي هو الذي يساهم باتخاذ القرارات الجيدة اكثر من القرارات السيئة وكلما زاد الوعي زادت القرارات الجيدة ،وتبقى وجهة نظري هذه قابلة للنقاش لمن يرغب ..
وربما وجدت الاخطاء في الحياة ليتعلم منها الانسان وليس ليكررها ، فمن الطبيعي أن يخطئ الشخص الذكي ولكن من الغباء ان يكرر أخطاءه ، وعندما زرع الله في الانسان روح الايمان فأنه أخذ في الحسبان أيضاً غباءه، لذا لا يجب ان يعتمد الانسان فقط على مستوى الفهم أو الذكاء
فهذا لا يكفي ولا يجب ان يعتمد على قدراته ومهاراته وهذا لا يكفي ايضاً ، فالاهم حسب خبرتي هو الاتكال على الله هو وحده الأمين والقادر على إنجاز ما حسبناه مستحيلاً في اوقات كثيرة ، وربما سوف يتعجب البعض لهذه النظرية فالمسألة ليست مسألة ذكاء او غباء بقدر ما هي ايضاً توفيق من الله ورضى من الاهل ، وما اكتبه ليس فلسفة ولا عواطف بقدر ما هو خلاصة تجارب.
وفي الاخير يمكنني التأكيد والجزم ان الله كان رفيقي في كل أعمالي على مدى اكثر من ثلاثين عاماً ، كان يسهل ما يراه خيراً لي ويعرقل ما هو ليس لي ويمكنني سرد عشرات المرات التي شاهدت تدخل الله في حياتي وكنت متأكدًا من أنني لست وحيدًا وكان يمنحني المهارة المطلوبة لكل مهمة خططت لها مسبقًا : "توكل على الرب بكل قلبك، وعلى فهمك لا تعتمد." (سفر الأمثال 3: 5) وربما يكون الله قد أخذ في الاعتبار ذكاء الانسان وفهمه بالإضافة إلى قدراته ومهاراته على أنها أشياء جيدة حقًا مما يعني أنه يتركه يستمر في التعامل مع الأشياء كشخص بالغ وهو يتدخل في النتيجة ساعة يشاء…ويبقى في الحياة ان الفرق كبير بين الذكاء والغباء ،الفهم والحفظ التعلم والدراسة المعرفة والمعلومات والجهل والعلم ، وتبقى الحكمة هي في حفظ مسافة بين الذكاء والغباء.
نقولا أبو فيصل