· 

بين المرض والخوف منه … موت بطيئ 


لا يجب ان نبدد لحظات السعادة بمخاوف وهميّة، وما اجمل كلمات مارون عبود عن الخوف من المرض حين كتب  : "فلنغلق الأبواب على الماضي والمستقبل ونعش حاضرنا فالحاضر وحده مضمون لنا لنتمتع به أما أن نصرفه في الخوف من المرض والزلازل وغير ذلك من البلايا فهذا هو الضلال القاتل" وعليه يكون خوف الانسان الزائد على الأشياء أن تنكسر قد يكسره هو ويبقيها هي على حالها  فالخوف اخطر من المرض فاحذروا!


وفي الحياة ليس هناك أشخاص “VIP”كبار لأن الكل صغار أمام مشاكلهم وأمام الألم والوحدة وإفتقاد التقدير والعطف والإطمئنان وأمام الخوف من المجهول ومن المرض ومن فقدان الرفيق ومن الموت ومن تساقط أوراق العمر ومن ضياع الشباب وضياع بهجة الحياة ومن عشرات المخاوف والهواجس والتي بمعظمها واهية !وهكذا فأن من يخاف الفقر فقير ، ومن يخاف المرض مريض ، ومن يخاف الموت ميت فالخوف حماقة والوقاية نباهة.


كما يجب علينا أن نقر انه ما من أحد لم يعرف لحظة الذل ولحظة الضعف ولحظة الخوف ولحظة القلق ، وما من أحد لم يعرف ذل الفقر وذل المرض وذل الحب ربما ، وتعاسة الوحدة ، وحزن الفقدان أو عار الفضيحة أو هوان الفشل أو خوف الهزيمة وهكذا فأن خوف الموت  يحلق فوق رؤوسنا جميعاً سواءً أصحاء او مرضى، كما إن الملايين التي يمتلكها بعض الناس لا تعفي أحداً منهم من المرض والشيخوخة والعمى والموت ، حيث أن قيمة الإنسان هي ما يضيفه إلى الحياة بين ميلاده وموته.

نقولا ابو فيصل