· 

بين المماطلة والفقر… والتجربة اللبنانية

  

‎من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب” جزء ٤


المماطلة هي سلوك بشري شائع ، وفي اللغة اللبنانية غالبًا ما يتم الخلط بينها وبين الكسل حيث اعتاد اللبنانيون على مثال حكامهم استخدام  مصطلحات مثل "تأجيل" و"تأخير" ، "وانتظار حتى وقت لاحق"والسؤال برسم كل قارئ ؟ هل شعرت يومًا بأنك تفعل كل شيء حتى لا تلقي بنفسك في مهمة مؤلمة تؤديها؟وقد تكون من اوجه المماطلة الميل إلى تأجيل ما يمكن فعله الآن والانتظار حتى الغد ، وينطبق هذا على المهام الأساسية في الحياة اليومية والمواعيد التي يتعين القيام بها ، وفي كثير من الأحيان يتم استبدال الأنشطة أو الإجراءات بمهام غير ملحة.


وبين ما التزمت به الحكومات اللبنانية في بياناتها الوزارية على مدى ثلاثين عاماً وبين ما نفذته تبقى معاناة الشعب اللبناني قائمة ، وتبقى دموع الامهات عند وداع ابنائهن المهاجرين من بلاد الارز وسمة عار على جبين كل أصحاب الحل والربط في لبنان وكلنا يعلم انهم بالكاد يمونون على ربط ربطة عنقهم وبعضهم يستعين بسائقه لفعل ذلك !…واذا كان اركان الفقر الذي نعيشه او مطلوب منا ان نعتاد على عيشه هم خمسة فأن المماطلة اساس لهذه الاركان التي تكتمل بالكسل  ، النوم ، التراخي والخوف …


واذا كان شعب لبنان لا ينام ولا يتكاسل ولا يماطل ولا يخاف ورغم ذلك صار حاله ‏افقر من النملة ، ربما هذا سببه فقدان الرؤية لوطن نستحقه وفشل كبير لحكامنا في فهم المتغيرات الاقليمية والدولية وضرورة السير مع رياح التغيير وليس ضدها ، وفي امثلة من التاريخ فأن سنغافورة التي كانت أفقر من مدينة بيروت في الستينيات  فأن صادراتها اليوم أكثر من روسيا، كندا والهند ونحن نتخبط في طلب اجازات التصدير والتسكع على ابواب الوزارات يوماً بطوله لتقديم  الطلب وأياماً للحصول عليه ، ويحدثونك عن إنجازات وهمية بعد ان قاموا بهدر ١٧ مليار دولار وهذا المبلغ كافٍ بنظر الاقتصاديين لبناء دولة من اساسها ..ولا تنسوا أن تماطلوا

نقولا ابو فيصل