· 

بين حب بلا أرتباط وحب روحي وفهم الحياة

تعبيرية
تعبيرية


كل شيئ في الحياة ينمو كما تنمو الأجسام ومعها تنمو أيضاً المعاني والقيم والعلاقات والحب ، فجسم الإنسان لا ينمو وحيداً ، ولعل ارقى درجات الحب هو الذي لا يؤدي الى الارتباط، فلا المرأة تقيده ولا الرجل يقيدها ، وهكذا يحبان بعضهما بعضاً  سواء كانا معاً او بعيدين ، وهنا نفهم عمق كلمات تشيخوف عندما قال "لست امام عيني ولكنك كل ما أرى"‏ فالقيود التي ترافق اي ارتباط بنظر هؤلاء هي مقبرة الحب.. الحب موجود لكن المسألة حسب سلم القيم والاولويات عند كل شخص هناك من تكون قيمة الحرية أعلى لديه لهذا يرى الحب أرقى بعدم تقييده ، وهناك من تكون المسؤولية قيمة غالية لديه لهذا يرى أن القيد هو تعبيراً أصيلاً عن الحب.


يقول ‏جبران خليل جبران :"مرة كل مئة سنة يلتقي يسوع الناصري بيسوع النصارى في حديقة بين جبال لبنان فيتحادثان طويلا وفي كل مرة ينصرف يسوع الناصري وهو يقول ليسوع النصارى :يا صاحبي اننا لن نتفق ابدا "وفي الجهة المقابلة من سهل البقاع  يعير انتباهه صوت امرأة تنده رجلاً قائلة :" أحن إليك ثم أتذكر أنك ظلمتني فأصمت " وهل يعني ذلك ان الحبيبين يظلمان بعضهما بعضاً من شدة  الحب والتعلق ، لكن الحياة يجب ان تستمر ، والاولاد هم ثمرة الحب الذي يؤمن ديمومة البشرية وهكذا نجد أن الحبيب إذا وصل إلى مرحلة صار فيها يعرف كل شيئ لكنه يظهر لشريكه أنه غبي ولا يفهم شيئاً فهو حتماً فهم الحياة بطريقة صحيحة 

ونجح في التغاضي لاستمرار العلاقة .


في الاخير أرى ان أقوى العلاقات هي التي يكون فيها بينك وبين الشخص الاخر إرتباطٌ روحي عميق، بمعنى انك عندما تكون مع الشخص تصبح اكثر حقيقية وأكثر عفوية بدون خوف من الاحكام وكانك مع نفسك، فتشعر بشعور عميق بالراحة والتوافق والحب والقرب ، فالعلاقات الروحية هي من الأمور التي تجعلنا نتشافى ونصبح نسخة أفضل من انفسنا.

نقولا أبو فيصل ✍️