· 

وزيرة الثقافة تتفقد تجهيزات البنى التحتية لمهرجان جرش ... والمهرجان يمنح جائزته للشاعر العناني

 

قامت وزيرة الثقافة، رئيسة اللجنة العليا لمهرجان جرش للثقافة والفنون هيفاء النجار، بجولة تفقدية في مواقع مهرجان جرش في المدينة الأثرية، رافقها نائب محافظ جرش حمد الكرازنه، ورئيس البلدية احمد العتوم ، ومدير شرطة جرش بالانابة العقيد شادي الهبابة والمدير التنفيذي للمهرجان مازن قعوار.

وأطلت الوزيرة على الأعمال التحضيرية والتجهيزات والأعمال الفنية واللوجستية للمسارح والساحات ، خصوصا المدرج الشمالي الذي ستنطلق علي مسرحه فعاليات الافتتاح الرسمي في 27 الجاري بحفل موسيقي لفرقة رم  طارق الناصر، ومشاركة عدد من الفنانين الأردنيين .

عبرت الوزيرة النجار عن اعتزازها بالشراكة مع المحافظة والبلدية والمجتمع المدني والفعاليات النسائية والاجهزة الأمنية والكوادر الفنية والعاملين على تجهيز البنية التحتية تحضيرا لفعاليات المهرجان واستقبال الزوار، مشيدة بكرم أهل جرش وتعاونهم لإنجاح المهرجان الوطني والدولي.

ودعت النجار إلى المحافظة على الآثار ونمطها العمراني وجمالياته، والإفادة من الطاقة الشمسية للمحافظة على البية.

وأشارت النجار إلى أن الدورة الحالية تركز على  مشتاركة الفنان الأردني والمثقف الأردني والحرفي الأردني، وهو ما يمنح الدورة تنوعا وثراء، مؤكدة أن المهرجان يمثل جزءا من الصناعة الثقافية والتنمية المستدامة ، لافتة إلى تنظيم دورات تدريبية في الصناعات الثقافية عبر منصات إلكترونية لاستدامة  تسويق المنتج التراثي ليس في المهرجان فحسب وإنما بعد المهرجان.

وأكدت النجار أن مهرجان جرش يمثل فعلا تنمويا تشاركيا مع أهل جرش والمجتمع المدني، مشيرة إلى أننا نحن نعمل معا، فالثقافة لا تعمل بعزلة عن المجتمع، والمهرجان قدم للعالم اهم الأصوات. العربية، وهذا المهرجان يعزز السياحة الثقافية وأخذ صفة العالمية ويستقطب الزوار من إرجاء الوطن العربي ونحن نستقبل الزوار بروحنا الاردنية.

وشددت النجار أن المهرجان غدا صناعة ثقافية مستدامة يعزز  مبدأ التشاركية بين مختلف المؤسسات الحكومية والمجتمع المحلي الذي يعد ركيزة مهمة في انجاح مسيرة المهرجان وبرامجه وصورته التي تراكمت على مدار أربعة عقود حمل خلالها صوت الأردن وصورته.

 إلى ذلك قدم قعوار شرحا عن التجهيزات والترتيبات في مواقع المهرجان، وألقى الضوء على بعض الفقرات التي ستقام على الساحة الرئيسة ومسرح الصوت والضوء والمدرج الشمالي والمدرج الجنوبي، وتخصيص فضاء للمواهب الاردنية الشاب، وشارع الأعمدة الذي سيكون سوقا للحرف الشعبية.

تتجاوز تجربة الشاعر زياد العناني الذي يكرمه مهرجان جرش يوم الخميس 28/ 7 / 2022، بجائزة الدورة السادسة والثلاثين القصيدة التقليدية إلى فضاء يوازن بين الشكل وموضوع القصيدة، فالحرية لا تتوقف بالنسبة للشاعر عند الخروج على المناسباتية والغرضية الشعرية بل تذهب إلى شكل القصيدة وجمالياتها البصرية التي تتوائم مع إيقاع العصر بخفوت النثر.

ولهذا جاءت قصيدة العناني متخففة من العناصر التقليدية باقتراحات جمالية تستعير مادتها من الصورة وبلاغة التكثيف ودهشة المفارقة التي تنبني في قالب رشيق بصريا وقرائيا.

وذهبت قصيدة العناني إلى جوهر الشعر، بوصفه ترنيمة خاصة يناجي بها الوجود من خلال رسم مشاهد مستمدة من مناخاته البرية البكر التي تتتمرد على سلطة السائد وتكون مليئة بالأغصان الرطبة اليانعة التي تنبه كل الحواس برقة، غير أن القصيدة بالنسبة له تمثل خطابا ذهنيا لا يسعى معه إلى تفكيك الواقع فحسب، بل إلى هدم الصور المشوهة القارة في العقل.

قصيدة العناني لا تخلو من جدل وفلسفة تقوم على الهدم والبناء، وإعادة تشجير النص بغابات تعج بالصور الطازجة والتي لا تخلو من الشجن المحكوم به الوجود، والتي اختزلها الشاعر في عناوينه اللافتة، وتشي بمصير الإنسان المحكوم بالكمائن والمرض والدموع والأسف.

لقد شكلت تجربة العناني الذي يرقد على سرير الشفاء محطة مهمة، وناجزة في المشهد الشعري الأردني والعربي من خلال الأسئلة التي طرحها بوعي موجوع لمساءلة الواقع المشوه والموبوء في عدد من المجموعات الشعرية، منها: "خزانة الأسف"، في الماء دائماً وأرسم الصور"، "كمائن طويلة الأجل"، "مرضى بطول البال"، "تسمية الدموع"، و"زهو الفاعل".

والشاعر زياد العناني المولود في ناعور مطلع الستينيات من القرن الماضي، عمل في الصحافة الثقافية الأردنية في صحيفة "الرأي" و"الغد"، وهو عضو رابطة الكتّاب الأردنيين، والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.

وكانت وزارة الثقافة كرمت العناني في الدورة الأولى من "ملتقى الأردن للشعر" مع صدور مجموعته الأخيرة "زهو الفاعل".

ومن ديوانه "زهو الفاعل" قصيدة لم تكتمل:

"البيت ما زال هو البيت

والدرب ما زال هو الدرب

ربما لم أره وهو يتغير بعد نومك

ولكن/ لا عليك

إن ضاعت منك أو ضاع عنك

سيدلّك الحزن

وتقودك يد البكاء الى جنتي".

Write a comment

Comments: 0