· 

بين ارضاء الناس وإرضاء الذات .. رحلة عذاب 



‎تعلمت منذ الصغر أن إرضاء الناس غاية لا تدرك .. وأن إرضاء الذات يعلو ولا يعلى عليه ، وعليه أنصحك صديقي القارئ أن لا تنتظر تقييم اعمالك  وتقديرك من احد او حتى انتظار الليكات  كما هو حاصل الآن من جنون يضرب البشر على صفحات التواصل الاجتماعي ، فاذا فعلت ذلك إما أن تفشل او تعيش بقلق الى ان يعطيك الناس تقديراً ,  ومع الوقت يصبح عندك هوساً في  ارضاء الناس لا ارضاء الذات وإرضاء الناس غاية لا تدرك كما نعلم ، وفي هذا السياق يقول الاديب نجيب محفوظ :" أحياناً يكون أقوى انجازاتك في الحياة هو أنك ما زلت في قواك العقلية وما زلت تتعامل بأخلاق مع أنك محاط بكمية لا تحصى من الحمقى" 


المشكلة التي نقع فيها غالبا هي أننا نبني شخصياتنا رغبة وارضاء للناس حيث نخلق صورة ذهنية واسعة ومؤثرة عن تأثير ذلك لنا ، الناس تتسابق لارضاء الاخرين بغية تعزيز النفس وتلميعها دون ارضاء الذات الداخلية والتي لا تمثل حقيقتها النفس الخارجية المشبعة بالرغبات المؤقتة ويمر علينا اوقات نشكك في تصرفاتنا ونعيش في جلد الذات ، وتحميل أنفسنا فوق طاقتها ، ثم نكتشف مع الايام ان المشكلة بعيدة عن تصرفاتنا  وإنها كامنة في نظرتنا لذاتنا وتصديق الصورة المرسومة من الآخر، وانشغالنا بتلميع هذه الصورة وارضاء الناس علماً ان ذلك غاية لا تدرك…


كلنا بدأنا غرباء وسنظل غرباء ورحلة البحث عن الذات طويلة ، ولا يجب ان نهدر الوقت في اعمال نندم عليها مستقبلاً لان إرضاء الناس يستلزم التضحية في رغباتنا وإرضاء الذات يستلزم التخلي عن الغير ،وفي الاخير فأن إرضاء الرب يعلو ولا يُعلى عليه وارضاء الذات ثقة وتميز عن الآخرين .

نقولا ابو فيصل ✍️