· 

بين متر قماش وذقن ببلاش … مهنة رابحة


من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب” جزء ٤ 


قد تقوم القيامة على مقالة اليوم ولا تعود تقعد ، كيف لا وانا أنتقد تصرفات بعض رجال الدين من كل الطوائف في لبنان والعالم ، خاصة أنني قريب من بعضهم وتربطني اواصر صداقة وأخوة مع الاتقياء منهم ، وأرفض أن يؤخذ كلامي تعميمًا لأن صلوات بعضهم ترافقني في حياتي واسفاري ، وأنا الذي أستجديها منهم طوعًا ، لكن بالحقيقة فأن ما هو  مؤسف أن أرى بعض رجال الدين يُعبرون عن طوعهم لله بالمظهر من قماش أو لحية دون أن يكون الايمان هو جوهر الالتزام الديني لخدمة الناس والفقراء والمحتاجين وأن رأسمال التدين عندهم هو مجرد متر قماش وذقن ببلاش ، نعم هكذا تحول بعض رجال الدين الى تجار أديان يكذبون على الناس ويمنحون البركة للمجرمين ويغطون اعمال سارقي اموال البشر .


يقول البرت  أينشتاين "أن الإيمان الأعمى بالسلطة هو العدو الأكبر للحقيقة" وقد تكون السلطة روحية وزمنية على حد سواء ، وهل هذه تسمى عبودية ؟ وهل تنتج فقط الخضوع للجبار السماوي إنما لكهنته أيضاً ؟ لهذا أرى أن لا دول بلا نظام ولا أديان بدون سلطة وبدون أشخاص يستغلون تلك السلطة في السيطرة على البشر والتحكم في يومياتهم وتقاليدهم وعاداتهم وبالطبع في تصرفاتهم وجمع الثروات والاموال منهم طوعاً أو كرهاً ،وهل تصرفات بعض رجال الدين تهدف الى ارجاعنا  الى الماضي ؟ حيث كان ساحر القبيلة يتمتع بحظوة ورهبة كبيرة بين أفراد القبيلة و يحصل على أجود المساكن والأطعمة ، و ذلك دون أن يضطر إلى بذل أي مجهود أو إجادة أدنى عمل، وإنما كل موهبته قدرته على التخاطب مع الأرواح الخفية التي تجلب الدعم والنصر والرخاء للقبيلة وتنجيها من الأزمات فإن نجح فأن ذلك هو بفضل الساحر و إن فشل فما أسهل أن يتم إلقاء اللوم على الحظ.


نعم هذا هو حالنا مع بعض رجال الدين الذين يتمتعون بنفوذ بارز في إدارة حياة الناس مقابل حصولهم على أموال طائلة رغم كون بعضهم فئة ليس لها أي دور إنتاجي في المجتمع وفي إصلاحه ،  ويكفي أن نتصور ماذا سيحدث للعالم لو استيقظنا يوماً ووجدنا جميع عمال  التنظيفات قد اختفوا ، بالطبع ستكون هناك أزمة كبيرة  ولكن ترى ماذا سيحدث للعالم لو صحونا غدا ولم نجد أي رجل دين؟ عمليا لا شيء ربما سنجد المزيد من السلام بين البشر ، الى ذلك أختم لاقول انه قد يخطئ من يظن أنه يمكن فصل ما يقوم به رجال الدين عن الدين نفسه ، فأذا كان رجال الدين أتقياء كما هو حال العديد ممن اعرفهم ، فأن ذلك يجعل المؤمن قريباً منهم وبالتالي من الله ، أما اذا كان عكس ذلك فأننا نجد الفرصة مؤاتية لتمدد الحركات التصحيحية التي يقودها بعض رجال الدين بغية حرف الدين عن غايته وتحقيق المكاسب المادية لهم ، وأختم مع قول الأب ميشال الحايك أنه عندما يجتمع الأحبار للانتخاب منهم من يصلي لكي يحل الروح القدس عليهم ومنهم من يصلي لكي يحل عنهم لكي يسيئوا الاختيار فتمتزج آراؤههم وخياراتهم بوحول الأرض 

نقولا أبو فيصل ✍️