· 

بين الاميرة أولغا العظيمة والملك  ديكران العظيم… وقادة انقرضوا


تُعيد الكنيسة الروسية في الحادي عشر من تموز عيد أميرة كييف اولغا ، الملقبة بأم روسيا وهي المرأة التي جعلت من روسيا أمة أرثوذكسية ، فبعد وفاة زوجها الأمير الوثني ايغور في العام 955 زارت القسطنطينية حيث أحسن امبراطور الروم استقبالها واقتبلت المعمودية هناك على يد البطريرك بوليافكتوس ، ثم تنبأت بوفاة ابنها الذي رفض توسلاتها لاقتبال الارثوذكسية ، كما تنبأت بأهتداء روسيا الى الارثوذكسية فكان حفيدها هو الامير العظيم "فلاديمير" الذي اقتبل سر العماد وأمر بعمادة الشعب الروسي ، وجعل الارثوذكسية دين الدولة الروسية الرسمي منذ العام 988 ميلادي وتعتبر الاميرة 

أولغا والامير فلاديمير الكبير بالنسبة لروسيا الارثوذكسية تماماً مثل هيلانة وقسطنطين الكبير بالنسبة للروم ... ومثل الملك ديكران العظيم بالنسبة للارمن ، وكل هؤلاء القادة استطاعوا أن ينقلوا شعوبهم من عصور الظلام الى النور .


أما "ملك الملوك" ديكران الثاني الكبير، الذي حكم من العام 95 الى العام 55 قبل الميلاد، فقد وصلت مساحة أرمينيا في أيامه الى 300 الف كلم مربع. هو مؤسس الامبراطورية الأرمنية وفي عهده شهدت بلاده توسعاً جغرافياً سريعاً فوصلت حدودها من بحر قزوين الى البحر المتوسط ، وأسس مدينة ديكراناغيرد واعلنها عاصمة لامبراطوريته وازدهرت في ايامه التجارة والصناعة والفنون وخاصة فن النحت والرسم والشعر ، في عهده شهدت بلاده ازدهارًا غير مسبوق على جميع الاصعدة واصبح لها اكبر واقوى واعظم جيش في تاريخه اذ تخطى عديد جيشه المليون ، وعند سماع تقدم جيشها كان الخصم يعلن الاستسلام خشية منه ، على سبيل المثال فينيقيا التي له فتحت ابوابها واعلنت استسلامها لذلك كرم شعبها الملك ديكران ولم يحرقها .


الملك ديكران شكل رعباً بالنسبة لروما حيث شهدت خسائر جغرافية وعسكرية كبيرة في عهده ، ويعتبر الملك ديكران بالنسبة للارمن رمزاً للقوة والشهامة ويمكنني القول بان ملك الملوك ديكران وهايك ناهابيد هما من الشخصيات الارمينية النادرة الذين لديها هذه المحبة العمياء من قبل الشعب الارمني ، وحتى يومنا هذا تقام لذكراهما مسرحيات واناشيد ومقالات وتنصب تماثيل لهما وتمت طباعة اوراق نقدية وطوابع عليها صورهما .

بحث نقولا أبو فيصل ✍️