· 

بين العناد السلبي والعناد الايجابي … وتجربة شخصية

Between Negative stubbornness  and positive stubbornness and a personal experience !
Between Negative stubbornness and positive stubbornness and a personal experience !

 

 العناد هو تعبير عن رفض القيام بعملٍ ما حتى لو كان مفيدًا أو الانتهاء من عمل ما وإن كان خاطئًا، والإصرار على ذلك وعدم التراجع مهما كانت محاولات الإقناع أو الإكراه ، ونواجه في حياتنا اليومية نوعين من العناد : الاول هو العناد الإيجابي المتمثل في الاصرار على الحق وتحقيق النجاح وعناد النفس وعدم تركها لأهوائها ، والعناد السلبي وهو العناد الذي يجعل الشخص أعمى لا يرى سوى الأنا وأنه وحده على صواب وأن الآخرين دائمًا على خطأ ، لذا يتوجب على الاهل عند التعامل مع أطفالهم التفريق بين العناد الإيجابي والعناد السلبي ،في حين أنه في العناد الايجابي يقوم الطفل بالعناد لاثبات انه على حق ، ففي العناد السلبي يكتشف الطفل إنه على خطأ ويستمر في عناده ، كما يوجد "عناد المرأة " من اجل رفض القوة والتسلط عليها.

 

 والعناد هو سيف ذو حدين: يمكننا استخدامه للدفاع عن أنفسنا وآرائنا ، أو استخدامه بطرق أخرى أكثر تدميراً،  وفي كلتا الحالتين فالعناد بحسناته وسيئاته يمكن أن يساعد على تثبيت الشخصية وتحقيق الأهداف مع الحفاظ على وجود هادئ لعناد سلبي مقبول فيه رفض للمساومة ولأفكار غريبة عن مجتمعاتنا ، ولنتذكر دائمًا أن الحزم ليس ذريعة ليكون الانسان فظًا أو لئيماً ، على إن التنمر على الآخرين للقيام بافعال والسيطرة على افكارهم وارائهم ورفض التزحزح عنها يجعل العناد أمرًا رذيلًا ، كما أنه يجب أن نفهم أنه لن يكون بمقدورنا الموافقة دائمًا على كل ما يقوله الناس ويمكن أن تكون الآراء المختلفة تجربة تعليمية رائعة إذا تم التعامل معها من خلال التحادث المثمر .

 

وفي تجربة شخصية اود مشاركتكم بها فأنني لم أنزعج يوماً من عدم تفهم الاخرين لرأيي او الموافقة عليه حتى أنني لم اكن انتظر ذلك ولم تكن غايتي يوماً  إرضاء الناس ولا بأس بذلك لان إرضاء الله هي غايتي ، تعلمت كيفية التأقلم مع الاشخاص الذين يملكون موهبة في العناد نجحت معهم حيناً وفشلت مرات عديدة ، تعلمت ممن حولي كيف يمكن أن يلعب العناد الايجابي دورًا مهماً في حياتي اكثر  مما كنت أتخيل ، لم أعتبر يوماً أي خطأ بحقي على انه عدوان يجب التصدي له، أعتمدت منذ طفولتي اللغة الواثقة للتعبير عن الأفكار بطريقة بناءة ، وكانت بمثابة فرصة لي للوصول إلى الأشياء التي أريدها بسلاسة ، كما أنني لم أخف يوماً من الآراء والأفكار الجديدة ، واكثر من ذلك كنت اتبناها واعدل رأيي تجاهها عند إقناعي بها .

 

نقولا ابو فيصل

Write a comment

Comments: 0