· 

بين المطرب العاطفي ورجال الدين ووصايا الله


من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب” جزء ٤ 


اذا كانت الخمرة بنظر البعض هي منكرٌ وتقتل الكبد ، واذا كان الحب بنظر البعض الاخر هو حرام ويدمي القلب ، أنت الذي تقرأ هذه الكلمات ما هو تعليقك ؟ وهل توافقني الرأي أنه لا الخمرة تقتل الكبد فالقليل منها ينعش قلب الانسان كما يقول السيد المسيح ، ولا الحب يدمي القلب كما يدعون فالله محبة ! ولا المطرب العاطفي هو عاشق بالضرورة أنما هو يعمل طلباً للمال ، ولا الاعلامي المرتشي يحب وطنه مهما أكثر من اطلالاته الاسبوعية في برامج "التوك شو" طلباً للرزق ، ولا كل رجل دين يعرف الله ويحفظ وصاياه ، فالنفس البشرية ضعيفة منذ بداية الخلق .


وقد عرف العالم  ديمقراطيات عديدة ، وسوف أبدأ اولاً البحث في ديمقراطية حكم الشعب حيث يتحول الحاكم الى ما يشبه غولاً فاسداً  لا يشبع ولا مبرر لاستمراره ، وهي ديمقراطية صورية تنخر جسد الأمة بحجة حكم الشعب ، والثانية هي أوتوقراطية اي حكم الرجل الواحد حيث يستعمل هذا المصطلح للانظمة الاستبداديّة ، وفي أذهان اصحابها يحسبون أن الأنظمة الموالية هي فائقة الديموقراطيّة ،اما في لبنان فهناك صنف جديد في القاموس السياسي للانظمة يسمى ثيوقراطية وهو حكم رجال الدين وهنا بيت القصيد ، 


خلال حكم رجال الدين او ما يعرف بالمرجعيات الروحية المستمر والمتواصل للبنان أقسم أنه كان من المستحيل أن يسمى رجل دولة او قاضٍ في لبنان ما لم ينال رضى مرجعياته الدينية ، وهكذا كتب للبنان منذ زمن طويل أن يتولى ادارته رجال دولة غالبيتهم من الفاسدين الى جانب رجال قضاء يستلهم غالبيتهم من بعض أهل السياسة قلة الضمير ، ومن بعض رجال الدين عدم مخافة الله وعدم التمييز بين الحلال والحرام ، وها هم يغطون ويحمون السارقين والمجرمين والفاسدين لارضاء أسيادهم بالطبع ، وتذكروا معي جيدًا أن ماية وثمانين قاضياً لبنانياً رفضوا رفع السرية عن حساباتهم التي تحوم حول بعضها الشبهات  …ولا تفسير عندي لذلك سوى ان هذه الحسابات تخرج منها رائحة الصفقات والرشوات والله اعلم!

نقولا أبو فيصل ✍️