· 

بين ظلام الرحم وظلام القبر … حياة ظالمة

between the darkness of  the womb and the darkness of the grave…unjust life!
between the darkness of the womb and the darkness of the grave…unjust life!


يأتي الانسان الى الحياة من مكان ضيق ومظلم ، وسوف يعود لا محالة إلى مكان ضيق ومظلم ، وما بين ظلمة الرحم وظلمة القبر يعيش حياة أشد ظلمة واكثر ضيقاً ، فليس في الحياة راحة كما يعتبر البعض من قاطني دول العالم المتخلف ، أما البعض الاخر من قاطني الدول المتقدمة الذين يعتبرون أنه بين هاتين الظُلمتين هناك شعاع اشراق شمس لحياة يستضيء به الأنسان العاشق للحرية فيصنع حياة سعيدة ، كما أن كثيرين  من سكان الدول المتحضرة يعيشون التعاسة في حياتهم  ولا يستشعرون ذلك النور فتستمر حياتهم فيما بين هاتين  الظلمتين .


‎بدوره سأل الكاتب والفيلسوف المصري الدكتور مصطفى محمود في كتاباته يقول : "ماذا ستفعل في قبرك طوال 100 الف سنة ؟سأعطيك طريقة نفعت معي كثيراً وأصبحت أركز في عبادتي أكثر  ، فالقبر مخيف .. طبعاً لغير الصالحين ، فكرت في ذلك وأنا الآن عمري 54 سنة " كاره الدنيا واللي فيها"ومع كل فعل خير أتخيل أني أضعه رصيداً لي في القبر... بعد موتي الكل سيتركني ويعود الى البيت ... سأظل وحدي ممكن مليون سنة ، إذن سوف أكون بحاجة لأن يكون قبري جنة ...حياة ما بعدها حياة لا شيء لوجه الله فلا ينتظرني هناك إلا العذاب والظلمة من جديد والحساب الشديد يتابع نصيحتي لك أجعل قبرك بنكاً .. ضع فيه كل رصيد اعتني بعبادة  الله جيداً ، اعلم أنك حتى في قبرك سوف تشكرني من هناك   


وهكذا  نحن يا اصدقائي فأننا نعيش بين الحياة والموت ، نحن موجودون داخل المشهد ، يأتي البشر ويذهبون الى الارض ، لكن الابرار والصالحين فقط سوف يكونون مع الرب في مجيئه الثاني ويخلصون أنفسهم ، هنا على هذه الارض يمكن للانسان ان يعيش الظلمة والنور، ويمكنه أن يقرر ايضاً أن يعيش مع الله أو بدونه ، أن يعيش الحب والخير والتفاؤل ، أن يعيش لدنياه كأنه يعيش أبد الدهر وأن يعيش لاخرته كأنه سوف يموت غداً ،  وهنا أيضًا وقبل موته يتصارع الانسان مع ندم ماضيه السيئ او الجيد والذي عاشه على شكل وحش شرير أو على شكل انسان عرفت الرحمة الى قلبه طريقاً ، قليلون هم الذين يعملون على هذه الارض من أجل إيجاد السلام في الآخرة ، إنها فعلاً حياة مخيفة حيث يمكن للمرء أن يموت فيها موتًا ثانياً وينزلق إلى الظلام الأبدي إذا سمح لماضيه بالندم على هزيمته .

نقولا أبو فيصل ✍️