· 

بين البركة والحماية الالهية… والتجربة

يأتي الكتاب المقدس على ذكر البركة في 83 آية  ،لكن ما هي البركة ؟ وهل هي ثبوت الخير الألهي في النفس ‏البشرية المباركة ؟ أم أنها درع من الحماية الإلهية أو إتصال إلهي بين العبد وسيده السماوي؟  لهذا كله نسأل الله دوماً في صلواتنا أن يبارك أيامنا وأطفالنا وعائلاتنا وحتى اموالنا وارزاقنا وكل افعالنا ، وأن يبارك أجسادنا سواء كنا بصحة جيدة ام في حال المرض ، وأن يملأ قلوبنا بالنور والمحبة والرحمة والمغفرة ، وربما كانت البركة هي الكلمة الأكثر استخداماً في الكتاب المقدس حيث ذكرت مع اخواتها مثل : بركات ، مبارك، يبارك أكثر من 200 مرة ايضاً   "وهكذا نجد أن  يكون الانسان مباركاً من الرب يعني أنه نال حظوة لدى الله الموزع الاوحد للنعم لجميع البشر .

 

وعلى ما يبدو لي فأن الله يسمح لنا أن نمر في أخطار ويترك الألم يدخل في حياتنا في كثير من الأحيان ، وهو يعرف ويرى وحده قوة الشر التي تحارب حياتنا ، ورغم ذلك فإنه يسمح بذلك لكنه يقوم برسم خريطة معينة يضع من خلالها حدوداً  للخطر ، ومثال ذلك في تجربة أيوب حيث  يأمر الله الشيطان قائلاً  له "احْفَظْ نَفْسَهُ " فلا يستطيع المجرب أن يتعدى قول الله وتجاوز الحدود التي وضعها في هذه التجربة وعندما يرفع الله غطاء الحماية عنا ويسمح للخطر أن يدنو من حياتنا فإنه يفعل ذلك بمقياسه الدقيق لقوة تحملنا وبإختياره المناسب لنوع التجربة التي تناسب شخصيتنا وظروفنا كي تقودنا في النهاية للسلوك في إرادته ،

 

 واذا كان "الله هو الحامي" كما تعلمنا من الاهل والاجداد لكنه يسمح للخطر بشكل جزئي أن يقترب من الانسان شرط أن لا يتعدى الحد المعين له وبشكل معين يناسب ظروف وطبيعة الإنسان  ولهدف محدد كي يجني منه بركة ، ومع كل سماح بالخطر ، ومع كل تجربة مؤلمة يجني الإنسان بركات عديدة من عند الله ، فهو وحده القادر على تحويل اللعنة الى بركة ، واذا اردنا الحماية الالهية وجب علينا ان نعيش وفق المشيئة الالهية بالاتكال على الله وحده ، ولعل في هذه الآية من الكتاب المقدس الجواب الاكيد لما نعتقد ونؤمن ان الله معنا :" لَم تُصِبكُم تَجرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ ، وَلَكِنَّ اللهَ أَمِينٌ الذِي لاَ يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل  مع التجربة أيضاً المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا  "(1 كو 10: 13)

 

نقولا أبو فيصل

Write a comment

Comments: 0